دكتور فتوح قهوة يكتب : من مقامات الخطيئة .. أغنية الحلم الحزين

أمِنْ نَـفـخَـةِ الرّيـحِ شَـوْقٌ دفـيـنُ
وأصْـلِ جَهَنَـمِ قـُـدّ الحَـنِـيــــنُ !؟
تَـنَـفـَّـسُ في أضْلـعٍ وَاهِـيـَـــاتٍ
تَـنَـفـُّـسَ نـارٍ حَبَـاهَـا الجُنُــونُ
تَجَبـّــرَ فيهــا صِيَــاحُ اللهيـبِ
مَوَاكِـبَ قــدْ أوْقـدتَهـا الظنونُ
فيـنبـضُ قـلبـيَ جَمْـراً مُـذابَـاً
ويُـومِضُ فيـهِ بـريـقٌ مُبيــنُ
كأنّ اعتصارَ الجَـوَى في عُـُروقِـي
ضَراعـة صَمْـتٍ على الصّمت ثائر
تَـفَـجـَّـــرُ مِن وَحْيــــهِ أغـنيَـــــاتٌ
تُـذيـبُ النفـوسَ وتُشْجـي الخوَاطِرْ
تَمَشـَّــى العـذابُ علـى أرْغُـــــــنٍ
كتَـسْبيــحِ شـَاكٍ وتـنهيــدِ شـاعــرْ
فتبكـي اللحُــونُ علـى طهــــــرِها
كنَجَـوَى الدُّجَى للغـريـبِ المسافـرْ
ولـمْ يـَبْــقَ فـي نـبـضـهِ غـيـرُ لحْــنٍ
مَـزامِـيـــرُهُ مَنْ ضَجـيــــجِ الألــــــمْ
فـألْـهَـــــمَ قَـيـثـــارة ًفـي صــداهـــا
تَـرَانِيـــمُ جُـــرحٍ ذبـيــحِ النّـغَـــــــمْ
يُحَاكِي الهَـوَى في صُمُوتِ الغُيُوبِ
صـلاةَ الدّجَـى في انسِيَـابِ النَسَـــمْ
يُـرددُ لحـنَ العَـــذابِ الشّـجــــــــىّ
فـيَنْـسَــاب وَهْـمَــاً بـِبَــالِ العَـــــدَمْ
حَـزيـنٌ تَـشــقّ السّكــونَ خُطــــاهُ
كلحْــنِ الجَنَـائــزِ طَـَىّ السُّـــدُوفِ
كأنفــاسِ جِــنّ طـريـدِ الجِـنــــانِ
تُعَـانِـــدُ صَمْتَ الدّجَــى بـزَفِيـــفِ
كَهمْـسِ دُخَـــانٍ ورَاءَ السّـنَــــــا
تصَاعَـدَ ظِـلّاً شَجِــيّ العَـزِيـــــفِ
كأغـنِـيَـــةٍ فـوقَ فِــــي طـائـــــرٍ
ذَبيــــحٍ ، فتَمّمَـهـــا بـرَفِـيـــــفِ
كــذا كـان نـبـضُــــكَ يـا شـاعـــــــــــرُ
بُعَـيْــــدَ الفِــراقِ ، طـعـِيـنَ التّـمَـنـّـــي
يَجُـوسُ اضطـرابُ الجَـوَى في حَشَـاهُ
يَـطــــوُفُ بنـــارٍ عـلـى كــلِّ رُكْــــــنِ
فيَـقـبـِضُ فـوْقَ الجِـمَــــارِ عَـنـيــــداً
فـيَنهَــــارُ مِنْ ألـــــمٍ وتَـجَـنـّـــــــــي
ويُمسِـي شَجَـىً في مَهَـبِّ الـريَــــاحِ
وتُـمْسِـي العُـرُوقُ لهـيـبــاً يُغـنـّــــي
فـتَعْـصِـرُ سَـرّ الهَـوَى في أغَــانٍ
وتَـرسُـمُ وَجْـهَ الحَبيـبِ السّمَـــاءَ
وتَـمضـي إليـهِ مع الـليــلِ نَـايَــاً
تُـدَنـدِنُ ذِكــرى حبيـبٍ تَـنَـائــَـى
وزَادُكَ وَهْـمُ الصّــدَى ، هَـاجَــهُ
حَنيـنٌ لمَجْهـولِ غَـيْـبٍ تَــرَاءَى
وتُمْسِـي حَـزيـنَـاً كـأنّ المَـــدَى
جِـنـازةُ حُـلـمٍ ، بَكَتـْـكَ مَسَــــاءَ
فبـالأمـسِ كـنـتَ طـرِيـحَ القـُنُــوطِ
تَـكَـلـّـمَ صَـوْتَ الـوَمَــا والغمُـوضْ
على ذِروةٍ مِنْ فـــراغٍ ، وَحِـيــــدَا
يَجُـوبُ المَنـافِـي جَنـاحَـاً مَهـيـضْ
فمِنْ جَسَــدٍ أنْهَـكَتـــهُ القـيُـــــــودُ
ورُوُحٍ يُعَـانِــدُ قــاعَ الحَضِيــــضْ
فيَمّـــمْ فــؤادَكَ نحـــوَ الحَيَـــــــاةِ
غـــداً بَــدؤهُ كـلُّ أمْــــرٍ ومـِيـضْ
***