دكتور فتوح قهوة يكتب : سِـفـْـــرُ الكمال

سِـفـْـــرُ الكمال

مَقـَادِيـــرُ ربِّ الـوَرَى والقـضَـــاءُ
تَـجَـلـّـتْ بـأخـبَــاِرهـا ، والسّمَــاءُ

على نَـبَــأٍ لـلـبَـرَايَــــا عَـظـيــــــمٍ
ومنْ مَلـكُـــوتِ السّمَـا البُـشَــرَاءُ

هَمَـى من مَوَائــجِ نـورٍ سَكُـــوبٍ
وجبـريــلُ حامِلهــا ، والحُــــداءُ

فـذِي صنعــــة اللهِ مُـعـجــــــــزة
أتَــمَّ – اكـتـمـالاً لهـا – ما يَـشَـاءُ

وبيْـن الغـُيُــوبِ وسَبْــعٍ طِـبَـــاقٍ
تَـنَــزّلَ حَــقّ اليَـقـيــنِ ضِيَــــــاءُ

وَ آيٌ تُـمَــــزّقُ ثـوْبَ الظـــــلامِ
فلا يَـبْـقـَيَــنّ لـظـُـلـــمٍ بَـقــــــاءُ

ويُـمْلِــي عـلـى لـوْحِـهــا قـلـــمٌ
وبالتُـرْجُمَــــانِ لهـا الأنـبـيَـــاءُ

ونـورُ النّـبُـوّةِ ، خـيـرُ العِـبَـــادِ
وعِــزٌّ بـتِـيـجَـانِهــمْ و لـُـــــوَاءُ

خَـــــوَارِقُ آيٍ ، وأمُّ الـكِـتَــــــابِ
أتَمّـتْ لـه المُعـجــزاتِ السّمَــــاءُ

وبيْــن يَـديـــــهِ سَـعَـــــــى نـوُرُه
وفي أصْغـَـرَيْـهِ التـُّـقــى والحَيَاءُ

و مَسْـرَىً لهُ شُـرُفـاتِ الغـيُــوبِ
ويَطـوِي المسَافـات منه الدُّعَــاءُ

تَـغـَشّـى إلى سِـــدرةِ المُنـتـهــى
وفي قـُدْسِهـا سَجْــدَة ٌو وِطـَــاءُ

وكـلُّ نـبـــــيٍّ لـهُ مُـنـْتَــهَـــــــــىً
وأنـتَ ، لـهُ مَشْــهَـــــدٌ ولِـقــــاءُ

تَـأبّــى على العَـالـمِـيـنَ مَكــــانٌ
وخيْــلُ البُـراقِ لـه بـكَ جَـــاءوا

إلى سُـدّةِ العَـرشِ كان الطـوَافُ
وفي حَضْـرةِ اللهِ طهْــرٌ مُضَــاءُ

تَـهَـيّــأ أهْـلُ السّمَــاءِ لعُــــرْسٍ
فتَـكـبـيــرُهــمْ صَيْحَــة ٌونِـــداءُ

فهـذا النـّبـــيُّ الـزّكِــيُّ البَـهِـــــيُّ
وأنْجَـبُ مَنْ أنْـجَبـَتـْـــهُ النـسَـــاءُ

أ ُتِمّـتْ له الخـُلـْـقُ والمَكْـرُمَــاتُ
وَ زَانَ الـنّهـــارُ بـهِ والمَسَـــــاءُ

و لانَ لأهْـــلِ التـُّـقـَـى رحْمَـــــة ً
فعَــــزَّ بـرَايَـاتِـــهِ الضُعَـفـــــــاءُ

ويَخـفـضُ للمُـؤمِنـيـنَ جَـنَـاحَــاً
وسَيْـفٌ على الكافِـريـنَ مَضَـاءُ

ويَحمِــلُ حَـقـّــاً وقـــوْلاً ثـقـِيــــــلاً
وخيْـلُ أُلِــي العَـزمِ فيهـا الشّقـــاءُ

وأ عْـطِـــىَ عِـلـْــمَ الذيــن خَـلـَـــوْ
وأسْـرارَ غـيْـبٍ عَصَـاهـا الخَفـَـاءُ

إذا شَــاءَ ، لـبّــى الـذي بـيـَديْـــهِ
مِن السّـرِّ ” كُنْ ” كانتِ النعَمَـاءُ

كَـريــمٌ ، وَرَبٌّ عـليـــهِ كَـريـــــمٌ
صَفِـــــيٌّ إلـى رَبّـــهِ وصَفـَـــــاءُ

تَحَمّــلَ مَا لا تـُطـيـــقُ الجبَـــــالُ
وفي دينِــهِ يُـسْتـطــابُ البَــــلاءُ

يَـدُلّ على رَبِّـــهِ دُوُنَ وَهْـــــــنٍ
فإنّ الـرّضَـا حُلـمُـه ، والجَـزاءُ

ويَـطـُرقُ بَـاب المَتـَابِ حَديــثٌ
عَـزائـمُـهُ رَحْمَـــــة ٌوعَـطـــاءُ

يُحْـيـِـي بـه أنفـسَـاً كالمَــوَاتِ
ويَـروِي قـلـوباً بَرَاهَا الظِمَـاءُ

تَـبَــارَكــــتْ الأرضُ إذ بُـعِــــــثَ
فعَـدْلٌ بـمِـيــزَانِهـــا واسْـتــــوَاءُ

يُـدَاوِيَ أسْقـامَهـــا وَهْــوَ بُـــرْءٌ
ويَـسْقِـى لهـا وهْـوَ وِرْدٌ سَقـَـاءٌ

وهـذا اكتمـــالُ الكـــــلامِ الـذي
يَدُلّ الوَرَى أحْسَنوا أمْ أسَـاءوا

ليَبقـى هُــدَاهُ بَقـَــاءَ الـزمـــانِ
وفي حَـوْضِـهِ مِثـْـلُ هذا سِقاءُ

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: