دكتورة إلهام بدر تترجم: بعد فوات الأوان
بعد فوات الأوان
ترجمة دكتورة إلهام بدر
يحكى أن راعية غنم كانت ترعى أغنامها في وادٍ هادئ. في طفولتها، سمعت جدتها لأمها تحكي لها قصة قبل النوم عن فارس جميل مسحور استحال قلبه إلى حجر. كان يعيش في برج حجري رمادي في الجبال، معزولًا عن العالم. “لقد ألقت ساحرة شابة تعويذة عليه”، هكذا كانت جدتها تبدأ الحكاية. “لقد أحب الفارس الساحرة لبعض الوقت، ولكن بعد ذلك، كما كانت عادته، هجرها من أجل أخرى. وعندما رأت الساحرة أنها فقدته، تملكها الحسد والغضب، واستخدمت قواها السحرية لتحويل قلبه إلى حجر. ومنذ ذلك الحين، لم يعد بإمكانه الاستمتاع بحب النساء أو الاستمتاع بالعالم. وبات يعيش في برج حجري رمادي لا يغادره إلا مع اكتمال القمر. في تلك الليالي يقف بجانب أطول شجرة بلوط، ليس بعيدًا عن المكان الذي ألقيت عليه التعويذة فيه لأول مرة، يرنو إلى ضوء القمر ويظل هناك حتى طلوع الفجر، إلى أن يتلاشى القمر أخيرًا عن الأنظار…”، ثم تضيف الجدة: “فقط تعويذة امرأة شابة جميلة – أقوى من الأولى – يمكن أن توقظ قلب الرجل وتمنحه الحب مرة أخرى”.
سيطر الفارس الجميل المسحور على خيالات الطفلة في تلك القصص المبكرة. وباتت تتخيل شخصيته مرسومة بلوحة ألوان الوادي: الألوان الزاهية للزهور، والسماء الزرقاء الساطعة، والنهر الصافي البارد حيث تسقي قطيعها، والأعشاب الخضراء المرقطة بأشعة الشمس. وكلما كبرت الفتاة تجلت صورته الجميلة في مخيلتها واكتملت، فأيان تفكر فيه تحمر وجنتيها ويضطرب قلبها في صدرها وتلهث أنفاسها، وتنجذب إليه أكثر وأكثر.
وفي ليلة خريفية باردة، جلست الراعية هي وجدتها بجانب مغزلها، تستمعان إلى عواء الريح. ومرة أخرى ذكًرتها الجدة بقصة الفارس الوسيم المسحور: وكيف أنه لا يزال جالسًا، وحيدًا محبوسًا في برجه الرمادي، لأنه لا يمكن لأي امرأة أن ترفع عنه التعويذة … وتساءلت الراعية الشابة: هل يمكن أن تكون هي من يوقظ الحب في قلبه؟ وشغلتها الفكرة: “حبي له يزداد قوة مع كل يوم يمر. سأوقظ قلبه – وفي المقابل سيحبني”.
وسرعان ما حل الربيع، مطرزًا الوادي بخيوط ذهبية وخضراء. وعندما رأت الراعية أشجار النخيل وهي تبدأ في حمل الثمار، شعرت بوجيب قلبها وتدفق دمها في موجات ساخنة. وأدركت أن الوقت قد حان للبحث عن ذلك الفارس. لذا نسجت لنفسها ثوبًا من الكتان الأزرق ووضعته على جسدها النحيل. وصنعت إكليلًا من زنابق الوادي وتوجت به خصلات شعرها الكتانية. ونعلت قدميها بجلد الغزلان. وبينما اتشح الوادي بالاحمرار مع حلول الصباح، انطلقت إلى الجبال للبحث عن الفارس الوسيم.
وعند غروب الشمس، وجدت الراعية الشابة نفسها مرة أخرى في الوادي، هذه المرة عند سفح الجبل. حيث البيوت الخشبية الصغيرة، المذهبة بأشعة الشمس الأخيرة، تقف في صف طويل. وكبار السن من القرية يجلسون في الخارج يروون حكايات الجنيات. والأطفال الصغار يطارد بعضهم بعضا في الشوارع. في ساحة مغطاة بالعشب الطحلبي، والشباب والشابات يرقصون. وكانت وجوه الفتيات داكنة محاطة بأكاليل سوداء من الشعر؛ وعيونهن من حجر السج تحترق، وترفرف شالات أرجوانية فوق أكتافهن العريضة. وكان شعر الشباب وعيونهم سوداء كالفحم وهم يرتدون الكتان الأبيض.
اقتربت الراعية من الساحة وانتظرت حتى يتوقف الرقص. ثم قالت: “أيها الناس الطيبون، هل يمكنكم أن تخبروني أين أجد الفارس الوسيم الذي تحول قلبه إلى حجر؟”
عندما سألت هذا السؤال، علا صوت الشباب بالصياح، وانزعجت الفتيات، وتمتمت فيما بينهن.
“ثم تقدم أطول شاب فيهم، يرتدي قبعة بيضاء فوق خصلات شعره السوداء، وقال: “أيتها الفتاة الجميلة، ما فائدة الفارس الذي يملك قلبًا من حجر؟ انظري إليّ! هل هذا الفارس أفضل مني؟ إن قلبي مليء بالعاطفة – وسأحبك إلى الأبد”. وعندما أنهى حديثه إذ بسماع صرخة مدوية – فقد سمعت حبيبته كلماته تلك. لكن الراعية لم تهتم بالبقاء. وغادرت مسرعة، لتواصل بحثها عن الفارس المسحور بينما تتعالي صيحات باقي الفتيات مطالبين إياها بالرجوع.
وعندما جمعت الشمس أشعتها الأخيرة وخبأتها خلف السحب، اقتربت الراعية من النهر حيث كانت أشرطة الضوء الباهتة لا تزال تتلألأ على الماء. وكانت مجموعة من الفتيات الشقراوات يسبحن حولها، وأجسادهن المرمرية مرشوشة بقطرات الماء. نادت عليهن الراعية، وسرعان ما توجهن الفتيات يسبحن نحوها مثل البجع الأبيض الأنيق، وصدورهن ترتفع بشكل دوري فوق الماء، وخصلاتهن الحريرية تطفو على السطح. “شقراء أخرى!” صرخت إحدى الفتيات، وسارعت في السير نحو الشاطئ.
سألتها الفتاة “ما الذي تبحثين عنه؟”
فأجابتها “أختي، هل يمكنك أن تخبريني أين أجد الفارس الوسيم المسحور الذي تحول قلبه إلى حجر؟”
انفجرت الفتيات في الضحك. “اسرعي وانضمي إلينا في النهر! قريبًا سيأتي الصيادون الشباب الشجعان في قواربهم الشراعية البيضاء للسباحة – ستجدين حبيبًا هنا. ما فائدة الفارس الذي تحول قلبه إلى حجر؟” لكن الراعية لم تستمع إليهن وغادرت مسرعة واستمرت في طريقها.
وسرعان ما بدأت التضاريس تتغير. دخلت الراعية سفوح سلسلة جبال وبدأت في صعودها. وكان القمر قد لاح منذ فترة طويلة عندما توقفت الراعية. وصلت إلى فسحة؛ كانت الأشجار الطويلة تبكي بصمت، وتجعيدات خضراء تداعبها أشعة فضية. وهناك كان يجلس على صخرة كبيرة رجل عجوز ذو عيون زرقاء تشبه الحمامة تطبق عيلها أهداب فضية طويلة ولحية بيضاء بطول وجهه اللطيف الذي يرنو إلى القمر.
“أيها العجوز الطيب”، قالت الراعية، “هل يمكنك أن تخبرني أين أجد الفارس الجميل المسحور الذي تحول قلبه إلى حجر؟” نظر إليها الرجل العجوز بحزن. وسألها “لماذا تحتاجينه يا صغيرتي؟”
أجابته “أنا أحبه، وأشتاق إلى حبه”.
لكن الرجل العجوز هز رأسه، وأصبح صوته أكثر حزنًا. “هل تعلمين يا صغيرتي، ما مدى سوء الحظ أن تحبي رجلاً تحول قلبه إلى حجر؟ ألا تعلمين أن مثل هذا القلب لا يمكنه أن يبادلك الحب؟”
حدقت فيه بشدة، وعيناها الزرقاوان اللامعتان تتلألأن. ” أيها العجوز الطيب! قلبي شاب، عاطفي، ومليء بالحب. بالتأكيد سيذيب قلبًا من حجر!”
“أيتها المسكينة! لا شيء يمكن أن يذيب قلبًا من حجر – لكنك ستفهمين هذا في الوقت المناسب. والآن – عليك أن تذهبي!”
وأشار إلى أعلى قمة، محذرًا إياها للإسراع قبل أن يتلاشى القمر عن الأنظار – لأنه فقط في ذلك الوقت يتحدث الفارس المسحور، ووجهه مضاء بضوء القمر. ثم وضع الرجل العجوز رأسه الفضي بين يديه، وأطلق تنهيدة عميقة وغرق في التفكير.
طارت أقدام الراعية الشابة – سارعت، خشية أن تتأخر كثيرًا. كان القمر المكتمل لا يزال معلقًا في السماء بينما صعدت إلى قمة الجبل الأخيرة. كان هناك – البرج الحجري، كأنه بقعة رمادية ضخمة في المشهد المغسول بالفضة. كان بإمكانها تمييز أقدم شجرة بلوط مهيبة أيضًا، ليست بعيدة عن البرج، و- انطلقت صرخة نشوة من صدرها. وجه الفارس! بقعة متوهجة في الظلام، وبقية جسده محجوبة بشجرة العوسج. اندفعت نحوه، والفروع تنكسر تحت قدميها.
والآن هو هناك. كان صدره الصلب العريض منتفخًا. مغمورًا في ضوء القمر، بدت ملامحه الرائعة منحوتة، وكأنها منحوتة من الرخام ومصقولة حتى تلمع. خصلات شعره الغنية المظلمة ملتفة حول عنقه، بعثرتها الرياح فباتت تتلوى مثل الثعابين. “لقد تمكنت من رؤية عينيه ــ لقد بدت لها وكأنها ماستان داكنتان ــ تحت مجموعة من الرموش السوداء الطويلة التي تشبه أجنحة طائر أبو الحناء، ونظرته النبيلة التي تترقب الليل.
شحب وجه الراعية الشابة. وشعرت وكأن قلبها سينفجر، وأصبحت أنفاسها متعبة وساخنة. وركعت أمامه بصوت مرتجف، وصاحت: “أيها الرجل الوسيم القوي! لقد جئت لأطلب حبك”.”
لكن الفارس لم يتحرك. لم يخرج منه سوى صوت بعيد، وكأنه من كهف: “لقد تحول قلبي إلى حجر. لم أعد أستطيع أن أحب…””
نهضت الراعية ووقفت أمامه. “”أيها الرجل الرائع الذي لا يعرف الخوف!”” صاحت مرة أخرى. “”قلبي الدافئ سوف يوقظ قلبك الحجري””.”
وفجأة مزقت فستانها؛ فكشفت مفاتنها، وحاوطته بشعرها وذراعيها، وقبلته بشفتيها الناعمتين، لكن الفارس ظل ساكنًا، واقفا متكبرًا وغير متأثر. فرفعت عينيها الزرقاوين المتلألئتين، بصوت مليء بالعاطفة: “أيها الرجل الوسيم الفخور! ما زلت لا تستطيع أن تبادلني الحب؟”
فأجابها “لقد تحول قلبي إلى حجر. لا أستطيع أن أحب بعد الآن…” بدا صوته وكأنه يتراجع أكثر.
حدقت فيه. “أيها الرجل الجميل! شفتاك الورديتان تتحركان؛ لماذا لا يمكنك تقبيلي إذن؟ ألا يمكنك أن تطوقني بهذه الذراعين الفارستين؟”
أجابها: “عندما يحب القلب، تصبح الذراعان أقوى؛ وعندما يندفع القلب بالعاطفة، يظهر المرء ذلك في القبلات. لكن قلبي… مات وتحول إلى حجر”.
سألته “وحبي المحترق، ألا يمكنه إيقاظ قلبك؟”
فأجابها “لقد وضعت العديد من النساء الشابات الجميلات أنفسهن بين ذراعي… “عبثًا…”
لم يكن قد انتهى من الحديث بعد عندما توقف صوته وظل صامتا – فقد اختفى القمر. وبدأت الخطوط الرمادية الأولى للصباح تظهر.
نزلت الراعية الجميلة من الجبل في حالة من الاضطراب الشديد، وعادت إلى الوادي. ولكن في الحقول الهادئة حيث ترعى أغنامها، كان شوقها إلى الفارس يزداد. لم تعد قادرة على تحمل الهدوء.
انطلقت الراعية إلى المدينة؛ كانت تأمل أن تنسى شوقها في صخب المدينة. ولكن دون جدوى: فقد ذكّرتها أسطح الكنائس الصلبة اللامعة والواجهات الحجرية العالية للمنازل بالفارس وأثارت شوقها. وبينما كانت تشاهد أهل المدينة وهم يتجولون في الأسواق، فكرت في الفارس الوسيم الهادئ وامتلأت بالرغبة.
وأبدا سكان المدينة فضولهم نحو الوافدة الجديدة تلك الشابة. وبات الفنانون الباحثون عن عارضة أزياء ــ باسم الفن ــ يتوقون إلى جسدها الجميل. والشعراء يرغبون في النظر بعمق إلى عينيها الياقوتيتين ورد الجميل لها بنظم أروع أبيات الشعر. كما عرض عليها عشاق الحياة أحجارًا كريمة لامعة ولآلئ ثمينة.
ولكن الراعية كانت في حالة من اليأس والإحباط. لقد تجاهلت كل ذلك؛ كان الفارس هو رغبتها الوحيدة. كان الشوق يقبض على روحها. ونبض قلبها يتسارع في صدرها…
وبمرور الوقت، لاحظ الشعراء مشاعرها. فبدأوا في التغني بمشاعرها تلك في أبيات من الشعر. وفي ذلك الوقت قررت الراعية مرة أخرى أن تنطلق إلى قمة الجبل. ووصلت إلى المكان المشئوم عندما بلغ القمر مكانه، قبالة وجه الفارس الوسيم. وركعت أمامه وقالت: “أيها الرجل الوسيم الفخور! إذا لم يستطع حبي أن يوقظ قلبك الحجري، فربما يحركه شوقي! الشعراء أنفسهم لا يتوقفون عن مدحي…”
لم يتأثر الفارس مرة أخرى. “عبثًا! كل النساء – من السيدات النبيلات في الجبال إلى الخادمات البسيطات في الوادي – يتقن إليّ… لكن قلبي مات وتحول إلى حجر”.
“استدارت الراعية. وجدت طريقها إلى أسفل الجبل، وهى غارقة في حزن شديد. وشعرت وكأنها غريبة بين الناس، وسعادتهم وألمهم غريبان عليها. ولم يجلب لها أي شيء الفرح. ومع مرور الوقت أصبح وجهها مظلما بظلال حزينة. وذلك جعل الشاعر الأكثر شهرة في ذلك الوقت مفتونًا بحزنها. وسرعان ما تغني الشباب والكبار بأغنيته عن حزنها.
ولكنها ذهبت لتجلس أمام الفارس مرة أخرى: “أيها الرجل الوسيم الفخور!” قالت بصوت حزين وحلو. “حزني مرغوب جدًا من قبل الكثيرين، ربما الآن سيحرك هذا قلبك الحجري؟”
أجابها الفارس بصوت هادئ ومكتوم: “الحب والشوق أقوى وأجمل من الحزن – وبما أنهما لم ينجحا، فإن هذا الجهد أيضًا عبث …”
وهكذا عادت الراعية مرة أخرى إلى الوادي، ظلًا لها. لكن رغبتها في الفارس الجميل لم تمنحها الراحة. “في كثير من الأحيان كان قلبها يخفق بشدة من الشوق وكانت عيناها الزرقاوان تمتلئان بالدموع. وفي أحد الأيام جلست وألفّت أغنية نسجت فيها مشاعرها المؤلمة عن الحب والشوق والحزن. بدأت تغنيها بصوت عالٍ، وسحرت الأغنية مستمعيها – وعندما سمعوا صوت الراعية، ركعوا أمامها. وقبل آخرون النغمات المعلقة في الهواء.
ولكنها صعدت الجبل مرة أخرى. ووقفت أمام الفارس وغنت له أغنيتها الجميلة. لكن الفارس ظل باردًا وغير متأثر. وسألته ثانية، فأجابها مرة أخرى قائلا: “”هل سمعت الأغنية العاطفية التي تغنيها فتاة الجبل؟ إنها تغني لي. أو الأغنية الرائعة الحزينة للحالمة الجميلة في الليالي المقمرة؟ إنها تغني لي. ونساء الوادي، أغانيهن عن الحزن والشوق والشك والدموع؟ كل ذلك من أجلي. لكن قلبي لا يتحرك، لأنه مات وتحول إلى حجر.””
وفي المرة الأخيرة التي جاءت فيها الراعية إلى الفارس لم تركع. وقفت شامخة أمامه، وكانت نظراتها ملكية. ووجهها مشتعلًا مثل سماء الصباح الحمراء وشعرها الأشقر يتلوى مثل الثعابين. وشفتاها الحمراوان مضغوطتين بقوة معًا، وعيناها، مثل جمرتين مشتعلتين، تنظران مباشرة إلى الفارس، مشتعلتين بالغضب والبغض.
“أيها الرجل القاسي المتكبر!” كان صوتها يرتعد. “أنا لست هنا لأطلب حبك! لقد أتيت لأخبرك أنني أجدك بغيضًا. مقيتا. أنا أكرهك!”
وفجأة، حدثت المعجزة: ارتجف قلب الفارس المتكبر الحجري وبدأ ينبض. تشوهت تعابير وجهه المتغطرسة النبيلة وتشققت. سقط على الأرض، وركع على ركبتيه أمام عدوته الفخورة، وطلب حبها.
لكن الأوان كان قد فات. فقد امتلأ كيانها بالغضب والازدراء الهائلين. ولم يعد هناك مكان للحب الآن.
نبذة عن اللغة اليديشية
اللغة اليديشية (ייִדיש / אידיש) (بالإنجليزية: Yiddish) هي لغة يهود أوروبا وقد نشأت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية. يتحدثها أكثر من 1.5 مليون شخص حول العالم، أغلبهم من اليهود الأشكناز. وهي مستخدمة الآن في الولايات المتحدة وإسرائيل وبولندا والأرجنتين والبرازيل والمملكة المتحدة وروسيا وكندا وأوكرانيا وبيلاروسيا والمجر والمكسيك ومولدوفا ولتوانيا وبلجيكا وألمانيا وأستراليا وفرنسا وغيرها. ونظام كتابتها مستمد من الحروف العبرية. وتعدّ اللغة الرسمية للأقلية اليهودية المعترف بها في السويد.
نبذة عن الكاتبة:
ينتي سرداتسكي (باليديشية: יענטע סערדאַצקי؛ 1877 – 1962) كاتبة يهودية أمريكية من أصل روسي تكتب قصصًا قصيرة ومسرحيات باللغة اليديشية.
ولدت في ليتوانيا وتلقت تعليمًا علمانيًا بالإضافة إلى التعليم اليهودي الديني، وتعلمت بجانب اليديشية الألمانية والروسية والعبرية. وكان منزل عائلتها مكان تجمع للكتاب اليديشيين ، بما في ذلك أفروم ريزين، وبذلك تعرفت على الأدب اليديشي المعاصر.
في عام 1905، عام الثورة الروسية، تركت عائلتها وانتقلت إلى وارسو لمتابعة كتابتها. وهناك انضمت إلى الدائرة الأدبية حول الكاتب اليهودي الشهير بيريتز. كان أول ظهور لها في الأدب بقصة “ميرل”، التي نُشرت في صحيفة دير فيج اليومية اليديشية (صحيفة الطريق)، والتي كان بيريتز محررها الأدبي. وقد دعم بيريتز عملها ونشر المزيد من كتاباتها.
في عام 1906، عادت سرداتسكي إلى عائلتها وهاجرت إلى الولايات المتحدة. ونشرت قصصًا قصيرة ورسومًا تخطيطية ومسرحيات من فصل واحد في الدوريات اليديشية، وأصبحت محررة مساهمة هناك.
ويعد كتاب “Geklibene shriftn” (الكتابات المجمعة) الذي نشرته دار النشر العبرية في نيويورك عام 1913 هو الكتاب الوحيد الذي نشرته سرداتسكي وتأتي القصة في الكتاب في الصفحات 191 – 199.