خاطر الماضي
خاطر الماضي
ثائر كمال نظمي
إذا اخترتَ المقامَ أو السبيلا
فدعني أذكر الطبعَ الجميلا
لأحفظَ ما يليقُ به احتفاظٌ
وأمسكَ ما يحاولُ أن يزولا
فإنَّ منابت الآمال ذكرى
أظَلَّتنا وقد حَوَت الأصولا
وتلك منازلُ الأحباب ذكرى
فَجاورهم مُقيما أو نزيلا
وكُن شخصا خفيف الظل فينا
إذا لم تكفنا عبئا ثقيلا
فحسبي نقص أعدائي عدوَّاً
بأرضٍ لم تَزِد صحبي خليلا
ولو أهديتني تركي وشأني
لَكُنتَ منحتني أدبَاً جزيلا
وإنْ لمْ تُعطِني كالنحلِ شهداً
فَكُن كَفَراشَةٍ عَبَرَت سُهولا
فسرتنا بمنظرها ومرَّت
وعاشت حلوة الذكرى طويلا
إذا زارت غصوناً زخرفتها
ولم تؤذي المنازل والحقولا
ولم تعزف لدى العُشاق لحنا
فهل حجبت خريرا أو هديلا؟!!
تزيدُ الجو إن حضرت بهاءً
ولم تفسده إن قصدت رحيلا
وكُن في أرضنا ورداً أنيقاً
إذا لم تغدُ كرماً أو نخيلا
تُزين حاضر البستانِ فصلا
وتسكُنُ خاطرَ الماضي فصولا