حوار مع لطيفة يونس رئيس تحرير مجلة نسمة ياسمين

إلهام غانم عيسى

لطيفة يونس رئيس تحرير مجلة نسمة ياسمين ورقية والكترونية ومدير عام منتدى الياسمين

فلسطينية المنشأ سورية الهوى للديوان الجديد نصيحتي للشباب حاول ان تكون إيجابيا بالرغم من كل الظروف والتحديات والمؤثرات الخارجية والكلمة هي المصباح والمحرك لكل ثورات الارض

حوار الهام عيسى

 

 

 

شاعرة عرفت دروب الوعي الثقافي والأدبي من أبواب عديدة بمسيرتها الزاخرة بتاريخ ومنجز تألقت من خلاله فهي رئيس تحرير مجلة نسمة ياسمين للشعر والأدب ورقية والكترونية ومدير عام منتدى الياسمين  مرة وكاتبة صحفية مرة أخرى تنشر هنا وهناك العديد من منجزاتها الأدبية  الإعلامية في مجال الصحافة والأدب ومشاركاتها بمختلف الصحف والمجلات المحلية والعربية  تنوعت كتاباتها بين المقال والشعر والقصص حتى تعدت نتاجاتها الشعري  وقد تميزت بأسلوبهاالشعري  الحديث

من هي لطيفة يونس  كيف تعرف بنفسها للقراء؟

اسمي (لطفية يونس) فلسطينية المنشأ سورية الهوى عشقي لبلدي كما هو عشقي لسوريا

طفولتي بائسة لم اعشها كباقي الأطفال نظرا لظروف كانت تمر بعائلتي مما دفعني للمثابرة والدراسة

نلت الثانوية العامة علمي

ومن حسن حظي أن الدراسة سابقا كانت أقوى وعناية المدرسين كانت أفضل وغالبا كنا ندرس ليس فقط للنجاح فتخزين المعلومات جدا مهم  ولم استطع استكمال دراستي التي كنت ارغب نظرا لوفاة والداي الإثنين في شهرين واستلمت زمام أمور العائلة فهناك تسعة أولاد وبنات بحاجة لي إلى جانب العمل

فقد كنت حينها موظفة وأتقاضى راتبا بحينه كان يكفي بعض المتطلبات وليس أكثرها

ظروف الحياة لاترحم

إلى جانب الوظيفة عملت  في مجال الإعلام من خلال مجلة دنيا العرب ومجلة القدس وكان يرتكز عملي بالأرشيف مما ساعدني على القراءة أكثر وزيادة ثقافتي بكثير من المجالات

كتاباتي هواية وتفريغ إحساس ومقلة بذلك ولا أعتبر نفسي شاعرة بل هاوية فما زلت بالبدايات

ولا أذكر كم كتبت من خواطر شعرية ولا تعتبر قصائد

والكثير منها ضاع حيث أنها كانت على صفحات الفيس وتعرضت صفحتي للتهكير وفقدت ما كتبت سابقا

الخصائص التي نتبعها لتنمية مهاراتنا بتطوير الذات

القبول هو أن تقبل ذاتك كما هي بعيوبها ومزاياها وتقبل الآخرين أيضاً وتقبل الكون كله بما يحدث فيه  حاضرا ومستقبلا أن تقبل كل ما يحدث لك وما مر بحياتك والذي لم يمر أيضاً.

لا للتذمر والشكوى والرفض

والخوف والقلق من القادم  ينفي تقبلنا للواقع ويعيدنا لنقطة الصفر

لن يأتي التذمر إلا بمثله ..

يجدر بك أن تشعر بالرضا كل هذا يحصل إن التجأت للشكر والامتنان لله سبحانه وتعالى على كل شيء.

لايعني قبولك للأحداث السلبية إذا حدثت  موافقتك عليها.

القبول للحدث السلبي لا يعني الموافقة عليه .

اصلح الخلل إن استطعت بعدم قبوله بالعودة وديا ومنطقيا لمن سبب الخلل وهذا يؤدي إلى الحفاظ على طاقة متوازنة

لا تجعل الآخرين يصنعون لك حدود السعادة بتعريفاتهم الخاصة أو شكلياتهم الخارجية.

اقبل واقعك برضى واعرف أن الله خلقك هكذا وقدراتك هي هذه  اعمل على تنمية واقعك تدريجياً وأنت ممتلئ بالحب والقبول

فالحب يصنع المعجزات

هل لديك موقع خاص كمنتدى على صفحات المواقع الالكترونية

الحقيقة على الصعيد الشخصي لا لكني أنتمي إلى مجموعة منتدى نسمة ياسمين ممثلة برئيسها غادة السيد وأنا أديرها

ومجموعة القلم النابض برئاسة الاستاذة نسمات العمر

ولضيق الوقت لا أفضل كثرة القبول للمنتديات لأنه طالما لك اسم بها يجب أن تعطي ولا فراغ لدي لذلك أفضل عدم القبول مع احترامي لكل من يديرها

المجموعات الأدبية كان لها سابقا رونقا خاصا جميلا

لكن كثرة الكتاب على الفيس أكثر من الواقع والحقيقة باتت المجموعات تبحث عن كم وليس عن نوع والتحفيز للدخول من خلال إعطاء شهادات بتسميات ما انزل الله بها من سلطان بالحقيقة بات من هب ودب يحمل لقب دكتور ويستخدمه ناسيا أنه لقب تحفيزي

شهادات أجمل النصوص كبيرة الشكل قليلة الجودة لكن هو رتم اتبعته المجموعات ولكل شأنه

نصيحتي لشباب هذه المرحلة

حاول أن يكون إحساسك إيجابيا

مهما كانت الظروف

ومهما كانت التحديات

ومهما كان المؤثر الخارجي

فبين كل فعل

وردة الفعل

توجد مسافة

وفي تلك المسافة تتحدد شخصيتك

تحدى الظروف وتابع تحصيلك العلمي فبالعلم تبنى الأمم

وأتم قولي

ثق بالله وارضيه أولا واعمل لما فيه خير لك ولبلدك واقرأ لأننا للأسف نحن أمة أقرأ ولا نهتم بذلك

أنت من يبني الوطن فليكن بناءك قويا أنت أعمدته

برأيك كيف يكون الخروج من الجمود الذي يحاصر الأجيال اليوم

من اهم الفنون التى يجب أن نتعلمها وندرب نفسنا عليها فن اللامبالاة .

ألا نعطى الأشياء الصغيرة التى لا تستحق حجم أكبر واهتمام أكثر … بل نركز وننتقى ونختار الأفكار والأمور الهامة ونضعها فى أولوياتنا … فحين نسيطر على الأشياء الصغيرة سنصبح قادرين على السيطرة على الأمور الكبيرة … اللامبالاة تحتاج لذكاء في استخدامها فنعرف كيف نحدد ما الذي نهتم به ؟ وما الذي يجب علينا أن نتوقف عن الاهتمام به ؟ نعرف متى نستخدمه ومتى نبتعد عنه ؟

–عدم المبالاة بالصعوبات والتحديات التي تواجنا بل نمضي لتحقيق الهدف

–حتى لو لم ننجح بتحقيق ما نريده لنفعل ما نحن مقتنعون به فيكفي أننا فعلنا

–عدم الهروب من مشكلة ما فمحاولة التعرف عليها واكتشاف أسبابها ووضع حلول لها ووضع أفكار جديدة لعلنا ننجح ويكفي شرف المحاولة

–توجيه الاهتمام للعمل والأسرة والأصدقاء الذين هم من أولويات علاقاتنا ولربما نحتاج لهم في بعض الظروف

–الصعوبات مرحلة في حياتنا لو تعاملنا معها على هذا الأساس ستمر

بالتعامل معها ببعض مرونة لنتجاوزها أو التقليل منها

–التوتر والقلق تدمير للنفس فلو كل واحد منا كتب على ورقة ما الذي مررنا به يوميا ونعود نقرأ ما دونا سنعرف سبب التوتر والقلق وعلينا العمل بالابتعاد عما أقلق هدوءنا

–جيد أن نأخذ بآراء الغير إن كان الرأي يتماشى وحياتنا لكن لانلقِ بالا لمن ينظر لتفاصيل حياتنا فما يناسب حياتهم قد لا يناسبنا وغالبا سينسون ما قالوا

— مع التقدم بالعمر سنجد أن الخبرات المكتسبة بحياتنا ستصل لمرحلة النضج وسنقبل مرار وحلاوة الحياة وسنبسط الأمور لأجيال بعدنا والحياة أنت ثم هو وهكذا وعسى أن يستفيد أجيالنا القادمة من تجاربنا

— كل إنسان لديه نقص ما … فلا نلوم أنفسنا ولا لزوم لنشعر أن لدينا أخطاء بتركيبتنا النفسية حيث نحاول المبالغة بتعويض هذا النقص

ولا أحد كاملا فالكمال لله وحده .

علينا أن لانلتفت لصغائر الأمور فهي تتلف الأعصاب وتدمر النفسية

لو كل منا حاول سنخرج الأجيال وأنفسنا من حالة الجمود فنحن إرث لهم

كيف تتم صناعة الإنسان؟؟

بداية من التربية الأولى حيث الإنسان على فطرته نعلمه ونرببه لنعمق الانتماء ولا يتم ذلك إلا بربط الحاضر بالماضي دون تحجر وربط الحاضر بالمستقبل دون تعجل وهذا لايتم إلا بمطالعة كثيفة وهادفة تخزن بالمعرفة  بكل ما يمكن ونترك للإنسان حرية الاختيار لا نفرض عليه كآباء مانريده أن يكون وسيبدع ويصنع من نفسه إنسانا يستفاد من وجوده

في واقعنا المعاصر اليوم نعاني من اميةمقنعة لاتقل خطورة عن سابقاتها وهي الأمية الثقافية برايك ماهي الخطوات التي يجب اتخاذها؟

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وعلى مدى الأزمنة والعصور كانت الكلمة هي المصباح والمحرك لكل ثورات الأرض  وإن لم تكن يصبح الغوغاء هم القادة وهنا تكمن المصائب

كل مكون ينتج نخبة لكن احيانا يغالط الواقع المبدأ فيتسلق انتهازيون ليحتلوا أماكن ليست لهم ويصبح الصراع مدمرا

الابتعاد عن الكتاب والقراءة فاقم الأمور سوءا

حتى التوجه للكتاب الألكتروني ضعيفا

أرى الغالبية لا يطالعون ولو نصا صغيرا قد يلهمهم لأشياء لم تكن تخطر ببالهم

فمثلا على صفحات التواصل الاجتماعي يركضون للفيديوهات ويلفت نظرهم صورة مرافقة لنص فلا يقرأ النص وكأن الصورة هي الكلمات

نحن نعيش زمن المرض الثقافي كسرطان مستشري وساعد أكثر

الحظر الثقافي الذي أنتج أمة لاتقرأ

ولا اهتمام لهم

رحم الله زمنا كان به الكتاب ينامون على الرصيف بجانب بسطة كتب ويتسابقون فيما بينهم من قرأ أكثر ويناقشون ما كتب

الكتابة الإبداعية تكسر الحواجز مارايك؟

الكتابة الإبداعية ليست مجرد مجداف سفينة في لجة قاموس بل هي حرث بكل ما أوتيت من موهبة تجعل القارئ يكسر مابينك وبين ما تكتب فحين تدخل إلى بعض عمق بالنفس البشرية ستشدني لأستقي المزيد

على أن لاتدخلني بعراء صحراء الهث عطشا للبحث عما يجعلني أقترب مما قصدته

نقرأ بعض ما كتب وجله لم يصل للمستوى المطلوب فشتان بين كتابات الأمس عن اليوم

تبقى رائحة الوطن تعشعش في نفس الأديب كيف جسدت فلسطين الام  في كتاباتك؟

فلسطين تعيش بأرواحنا وأتمنى أن اعيش اليوم الذي به أعود لأطهر قدميّ بترابها

أتيمم به لأصلي بالأقصى

وتحت شجرة زيتون

فمن زيتها تضاء قناديل النصر

كم هو مؤلم ابن وطني حين تراه واقفا على الحواجز المصطنعة ليخرج لرؤية أهله بالمهجر او بقصد العلاج

كلام عذب أسكرنا

أنسانا خيباتنا

لم توقفنا الأغاني والأناشيد ولم تعد هذه الحيَل تجدي

نفعا لهذا الجيل

نرتدي عباءة مثقوبة ونستتر

خلف أننا خير أمة اخرجت للناس

كأننا نخلع عنا عباءة من سبقونا

ليس عيب أن نرى تلك العباءة فضفاضة ولم تعد تناسبنا

ولكن العيب أن نرتدي عباءة خيطت وأضحكت علينا العالم وكأننا عراة

حرقنا الزرع وروينا الأرض دماء

وغصن الزيتون يرشح دما بدل الزيت

والياسمين توشح باللون الأحمر

هناك

تقف النساء تنتظر أن ترى أبناءها خارج سور الوطن والأطفال تنتحب والشباب الباحث عن العلم والأشيب الباحث عن العلاج لاسبيل لهم

سوى الانتظار بذل

والجانب الآخر ابن جلدتنا يسره المنظر غير آبه بالنتائج

وحاكم يغلق المعبر

لك الله ياشعب كابد وما زال

ينتظر اليوم الأكبر

كيف يشكل النص الأدبي وسيلة لبناء الذات الفلسطينية ؟ وكيف تحولين الخاص الى عام والذاتي الى موضوعي في كتاباتك؟

فلسطين محتلة

الكلمة سيف على رقبة المحتل

وعلينا أن نواصل المسير بالكلمة لتصل إلى أبنائنا بالمهجر وتبقى فلسطين راسخة بأعماقهم

نحن كفلسطينية نرضع وليدنا مع الحليب حب فلسطين

اسأل أي طفل من أين أنت يقول لك فلسطيني

أنا هاوية كتابة ومعظم كتاباتي للعام وليس للخاص

فكم من حالة نعيشها تشبه حالة غيرنا

نادرا ما أكتب للذات فقط  فغالبنا بعيد عن الوطن الأم

هنا الوطن ياسادة

من جنين هنا فلسطين

هنا القدس يافا والجليل

هنا حيفا هنا غرسة زيتون

هنا غزة هاشم تعانق القدس

هنا ولد عيسى

من هناصعد محمد إلى السماء

إن أضعتم بوصلتكم فافتحوا

أبواب السماء لتعلمكم النساء

كيف تلد الأبطال

كيف تزرع نطفة الأسير

لتكون يوما إمام المحررين

ناموا ولا تستفيقوا فنخوتكم

نامت بين أحضان عدوكم

تستجدي عطف أنثاهم التي تحمل

في يدها ما تقتل به وليدكم

وتشرد عجوزكم

تبا لكم صمت آذانكم وكممت أفواهكم

وهأتتم بلا ضمير

لك الله بلادي ولكم المجد أهل فلسطين

دمي فلسطيني

كا الجبال صامدون

وعلى صدوركم باقون

نعصر الصخر ونشرب

نأكل التراب ولا نتعب

بأرضنا متمسكون

صخورا على صدوركم جاثمون

وطفلنا الرضيع يفزع

يقتات من دم الشرف و يرتوي

و به يتأسس ليروي الأرض

ويصون العرض

نحن الأمهات لن ننتهي

وسنبقى ولادات الأبطال

فأرحامنا مصانع الرجولة

أطفالا وشبابا تواقون للحرية وبأيديهم يصنعون بطولات

ولهم بالساحات صولات

والأنثى منا تقاوم

تهز السرير بيد

وترمي الحجر بيد

فلسطين

يا هدية السماء

وياذهب الأرض وحناء العروس

يانبضة القلب وشمعة الأعياد

و الشامخة بعلو الفضاء

وطني يا أناقة الأنثى

وعرض الرجال

توالت عليك الحروب وبت رواية

لم تنته يكتب نهايتها الشهداء الأبرار

فلسطين

يا أمي بحنانها وهي تضمني

رخصت لك دمي

فداء ذرة من ترابك

ماهو تاثير هوية مكان اللجوء او الهجرة على هوية المكانالأساس؟

أينما رحلت عن بلدك تبقى كل البلاد كفندق مؤقت الإقامة

اهلي لجؤوا لسوريا والحقيفة منذ نشأتي هنا لا أرى فروق بين الشعب السوري والفلسطيني

فقد اخذنا حقنا بالحياة كأي مواطن سوري عدا أننا لانستطيع السفر والحصول على زيارة البلاد العربية على الأقل إلا بصعوبة وأحيانا وكثيرا نجد منع من الدول المجاورة وليس سوريا

ومهما انبطحوا ستبقى سوريا دولة الممانعة

وكل ذلك لا يمكن أن ينسينا الوطن الأم

فلسطين

الأرض أرضي وعرضي

أعشق ثراها

حبها يستوطن قلبي

أحجار الدار

نهرها والأشجار

و الورد وزهر البيلسان

يشهدوا همي

لو سلبوا الروح

وسفكوا الدم وعمقوا الجروح  تركوها مفتوحة تنزف

لانتخاذل وعنها نذود

مرات تلو المرات اختبروا إرادتنا

وأرهبتهم شجاعتنا

وعلمناهم

أن أرضنا عرضنا

وسجل ياتاريخ يوم الأرض

يوم القيامة الأبدية

ماهي مشاريعك المستقبلية؟

احاول جمع ما كتبت بديوان ورقي إلى أن تسعفني إمكانيات الطباعة المكلفة

وتكثيف قراءتي لأطور من ثقافتي أكثر

ختاما كل الشكر  للدكتورة إلهام عيسى التي أتاحت لي هذا اللقاء  ولمجلتها الغراء والعاملين فيه

وأرجو ان اكون قد وفقت معكم

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: