حضرة المتهم

حضرة المتهم

هاني موسى

يحتاج لأشياء كثيرة فى الحياة  لأنه مثلك إنسان ولكنه يؤثر مصلحتك عليه. ويفضل راحتك رغم تعبه ..هو من يتألم فى صمت…ينام الجميع وهو عليهم قلق يفكر كيف يدبر أمورهم فى الصباح ..هو مصدر الحنان والرعاية للكل ..هو السند و هو الرعاية الحقيقية .. لا يعرف قيمته الكثيرين إلا بعد رحيله وفقدان الكثير من فيوضات عطاءاته !! ..أحلامه وطموحاته يراها فى زرعه ونبتته التى يرعاها بعرقه وجهده ، ولا أنسى أن سيدة فاضلة مات سندها قالت لي حرفيا كم أشتاق لصوت مفتاح البيت وهو يلجه ..كم من ولد وبنت أهانوه أو زوجة حطت من شأنه فذرفوا الدمع دمًا بعد رحيله ! وكم من ولد وبنت وزوجة قدروه واعترفوا بفضله فعم  حياتهم الرضا والاستقرار.

…إنه حضرة المتهم (الأب)  الذى يعيش فى نظر أبناءه  متهم !! نعم متهم  بالتقصير  لأنه لم يحقق لهم كل أحلامهم، و لا يعترفون بفضله إلا بعد أن  يصبحوا أرباب أسر ! ..هو فى نظر بعضهن  ليس كما  كانت تتمنى فارساً لأحلامها ، هى لا تعرف أن فروسيته كانت نوعاً آخر من الكفاح ليل نهار فى أكثر من ميدان  ،  بسمته مؤجلة وفرحته يراها دوما فى نجاحاتهم يستشعرها حقاً  حين يقدم لهم شيئاً فيبتسمون فى وجهه .

..لكن يبقى الكرسى الشاغر الذى تركه بينهم مرجعاً  لذواتهم وجلاداً لضمائرهم و لأنفسهم.. يعاتب ذواتهم على كل تقصير وإهانة قدموها له ولو بكلمة أو إيماءة  …راجعوا أنفسكم فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد  أوصى بالأم ثلاث فقد أوصى بالأب ولو مرة ليبقى رضا الإله مقترن برضاه .

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: