حسن سعد حسن يكتب: على هامش مؤتمر الحوار الوطني – الثقافة والهوية
على هامش مؤتمر الحوار الوطني
—————————————-
الثقافة والهوية
بقلم: حسن سعد حسن
إن الثقافة المصرية فى حاجة ماسة ،وملحة للبحث فى جميع جوانبها ،أو بمعنى أصوب ،وأصدق صار لزاماً فتح ملف الحالة الثقافية فى مصر دون خجل، أورياء آخذين فى الاعتبار ما حدث من أحداث جسام منذ ٢٠١١ والتى كان لها تأثيراً كبيراً على الحركة الثقافية المصرية ،وكان نتاج تلك الأحداث حالة من الركود أصابت الثقافة المصرية، والتى أصابها ما أصاب غيرها من المجالات الأخرى كالتعليم، والاقتصاد، والصحة، والعلاقات الاجتماعية لسنوات ولكننا بحمد الله نتعافى منها يوم بعد يوم فى حين هناك غيرنا لا زال يقاوم البقاء على أرضه ،والحفاظ على عرضه ،وهويته .
فمصر دولة قديمة الثقافة عريقة المنبت و التى يستحيل على كائن من كان إغفال تاريخ مصر الثقافى، ودورها فى نشر الثقافة فى ربوع العالم العربى وبعث الحركة والروح الثقافية للمجتمع العربى عبر التاريخ فى فترات الفتور ،والتقلب ،والاستعمار.
والمحور الثقافي وجب أن يكون محاطاً بالاهتمام فهو متداخل مع الهوية المصرية التى هى عربية فرعونية إفريقية (فسيفساء)نادرة لا يمكن بحال من الأحوال إيجاد نظيرا لها، ولا يمكن الفصل بينهم هكذا كانت مشيئة الله لمصر التى فضلها بذكرها فى كتابة الحكيم عدد من المرات بالخير والأمن والأمان ، وذكرها الحبيب المصطفى بأن جيشها فى رباط إلى يوم الدين.
فمصر فرعونية الأصل والجذور
عربية اللغة ،والأخوة، والعرق ،والمواقف
إفريقية الموقع والمبادىء الراسخة التى لا تنزعزع حفاظا على وحدة إفريقية سلة الغذاء للعالم قديما ،وحديثا كما قيل ، سمراء البشرة تسر الناظرين.
لا بد من النظر بعين ثاقبة إلى حال الحركة الثقافية داخل قصور الثقافة ،والقضاء على( الشللية )الثقافية التى باتت تقتل طموح الموهوبين من الشباب ، وتؤرق عدد من المهتمين بالثقافة ،ولا ينكر هذه الحالة من الشللية إلا كل مكابر ،ومستفيد، ومستغل لموارد وزارة الثقافة دون وجه حق.
لا بد من الاهتمام بنشر اللغة العربية من خلال العودة إلى طباعة الكتب ،والمؤلفات الخاصة بكبار الأدباء، والعلماء، بأسعار زهيدة حتى تكون متاحة للجميع .
و لزاما علينا الاهتمام بالعامية المصرية ذائعة الصيت لجمال مفرداتها الحاملة للشخصية المصرية بحواريها ،وأزقتها
فكيف بالله عليكم نفتقد حتى الآن وجود مجلة للعاميةالمصرية المتمثلة فى زجاليها، وشعراء عاميتها( أمر يثير الحزن فى النفوس) إن اللهجة المصرية الشعبية المستعملة يومياً هى عنصر أساسى من عناصر الهوية المصرية فهى الوعاء الذى يحمل روح الهوية المصرية فى تراثها الشعبى .
فمنذ مجلة( ابن عروس)، وطبعتها الأولى ،والأخيرة ،والتى صدرت برئاسة الخال الشاعر الكبير ،والقدير (عبد الرحمن الأبنودى)رحمة الله تعالى عليه منذ عقود مضت ،و التى توقفت دون معرفة الأسباب لم نسمع ،ولم ننظر مطبوعة تضم العامية المصرية بجواهر صاغة عاميتها.
ولا بد من طرح قضية المكتبات المدرسية من حيث أنها النواة الأولى لتقديم مخرج قارىء محب للقراءة المتنوعة فى كل التخصصات فإتاحة بعض المؤلفات فى الأدب قديمه ،وحديثه ،وتاريخ مصر القديم، والمعاصر ، وكافة فروع العلوم ،والثقافة لتعريف القارىء الصغير بما حدث من أحداث أمر هام يعمل على زيادة الوعى، وتنمية روح الولاء، والانتماء ( نعم المكتبات المدرسية عامرة بالمؤلفات، ولكن لا بد من تغذيتها بكل جديد فى كل فروع الثقافة).
ولابد من الاهتمام بالحركة الثقافية من خلال الصحف ،والمجلات عامها، وخاصها حيث العمل على تقديم المواهب الجديدة، والشابة فى فروع الأدب أمر بات ملحا.
كما أن العمل على تأسيس لمؤسسة ثقافية كبرى تقدم جوائز لكل فروع الثقافة على مستوى العالم من أرض مصر فى صورة مهرجان أدبى ،وفنون شعبيىة تعبر عن هوية مصر و هوية سائر بلدان العالم أمر هام على أن يكون القائمين على هذا المهرجان من كبار رجال الأدب، والثقافة على أن يكون فيما يشبه سوق عكاظ قديما يتبارى فيه الشعراء ،والأدباء وفرق الفنون الشعبية فى تنافس شريف(نريد مهرجانا كبيراً يليق بمصر فى التنظيم، والحشد، والضيوف ،والمعروض من أدب، وفنون )
إن المحور الثقافى له أهميتة ،والذي اعتقد أنه لن يمر عليه مرور الكرام من الحضور ،ولكن أردت فقط أن أكون مشاركا وأدلو بدلوى ،وذكر عل الذكرى تنفع المثقفين.