حاتم عبد الحكيم عبد الحميد يكتب : التحرش بالحقيقة 

 

لاحترام العقل لا تتعجل في أن تكون مصدر طمس الحقائق ؛ سواء كنت القارىء المستهدف ، أو الكاتب المتحرش بالحقيقة الذي لا يترك إشارة لغيره بأن هناك مجال واسع للبحث والتفتيش ، بل يعطي الحق لنفسه أن يلمس ما لا نصيب له أحيانًا .
لنرجع بالزمن إلى الوراء لنقتطف فائدة من أقوال الشاعر طرفة بن العبد ؛ بألا نكون كإبل الصحراء التى وصفها : كالعِيس في البيداء يقتلها الظَّما ** والماءُ فوق ظهورها محمولُ

وعلى وجه خاص أخاطبك أيها المتحرش بالحقيقة : المراجعة والنقد والتصحيح ومواكبة شئون دنيانا أمور طبيعية للإنسان المفكر ولكل عصر متغير ، إلا أن الفكر بالفكر لا اللعن والطعن والتحقير وتعمد القص والحذف ، فلا تحدف الأحجار عليك بطرح وعرض الأفكار ؛ لنرتقى بإنسانيتنا ومجتمعاتنا وقيمنا .
لنقرأ بعين العقل أن الحقيقة تحتاجنا بقوة طالما نحن بحاجة إليها ، بالرغم أنها قد تتأخر أو يُصيبها النقص ، لكن وصولها بحد ذاته متعة لواقعنا وإن كانت مؤلمة فهي ؛ مُعْلِّمَة – مخبرة – ، ومُعَلِّمَة – ملهمة – .

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: