ثائر كمال نظمي يكتب : اعتذار جميل
تَقولينَ : إنَّ العشقَ كانَ تحدِّيا
أطالَ معاناتي وطاوَلَ جهديا
وإني تركت الحُزنَ حين تركتهُ
وَوَدعتُ آهاتي وهمي وسُهديا
وأنتَ بهذا عالِمٌ متبحرٌ
فقد عشتَ قبلي في الغرام وبعديا
سألتُ : ألم تُحيِ الودادَ ابتسامةٌ
وقالَ الفَمُ الجوريُّ : أعطيكَ عهدِيا ؟
وقُلتِ : أرى الأحلامَ ما دُمتَ موحياً
ويُغرقني في الصمتِ ما كُنتَ مُبدِيا
وأحسستُ أشواقاً بعينيكِ كُلَّما
تذوقتِ شعري أو تأمَّلتِ سرديا
فردَّت : بلى قد كانَ ما قد ذكرتَهُ
ولكنَّ صوتَ العجزِ أنكرَ وعدِيا
فإني بدا لي ما تُكِنُّ فسرَّني
وعايشتُ إحساساً لديك وعنديا
رأيتُ الهوى أرجوحةً قُربَ جدولٍ
ولولا سيولُ الوجدِ لم أبنِ سدِّيا
فأهديتُها عُذراً جميلاً تقولُهُ
لأقبلَ مِنها بعدُ ما كُنتُ مُهدِيا
تبيَّنتُ أنَّ الشوقَ مفتاحُ قلعتي
فصار سلاحي في الغرامِ وجُنديا
ولو كانَ قانونُ الصبابَةِ في يدي
لَشرَّعتُ ما أبغي وجاوزتُ حدِّيا
وعندي على الأعداءِ ردٌّ مُهيَّأٌ
وأمنعُ عن سهوِ الأحبة ردِّيا
وما أنتِ في عينيَّ إلا صغيرةٌ
تُنسِّقُ لوحاتي وتختارُ ورديا
ويشفعُ للأخطاءِ صفوُ فؤادِها
فيُشرقُ إعجابي وأستُرُ نقديا