تامر جاويش يكتب : يا نظم حلق

يا نظم حلق

إن كانَ دربى للأمانِى مُحرِقا
والموجُ صوبَ الحلم يهدِر مُغرِقا
واليأس تعصفُ بالفؤادِ رياحُه
والشيبُ يقصفُ بالرعودِ المِفرقَا
وتمزقت أوتارُ نفسى وانزَوت
فى خدرِها حتى يحينُ المُلتقَى
‏وتعاورت تُدمِى الفؤادَ همُومُه
والنزفُ نهرٌ باتَ يجرى مُهرَقَا
والقلبُ فى عبثٍ يعالجُ روحَه
‏ هل ينقذُ الروحَ الذى قد مُزِّقَا؟!
يمضِى يرتِّق فى النياطِ ولم يزلْ
ولقد تمزَّقَ بالنَّوى مَا رَتَّقا
ودنا السكونُ ونبضُ قلبِى خائرٌ
يخشَى من الزفراتِ ألا يَشهَقَا
والرمسُ يرقُب منه آخرَ شهقةً
ويُوسِّدَ الأ كفانَ همََّا مُرفقَا
بكتِ الضلوعَ وقد تأذَّنَ مأتمٌ
‏بالدمعِ يجرى بالمآقى مُحرِقا
‏ونَعَى الوريدُ النبعَ نعىَ مُيَتَّم
فى وجدِه أضحَى وحيدًا مُطرَقا
فإذا بناتُ الشعرِ تنبُت فى الذى
قد باتَ فى حبلِ الحياةِ مُعَلَّقا
فتُرتًق الأنغامُ جرحَ نياطِه
وتعيدُ للأسماعِ نبضًا مُعتَقا
وتهدهدُ الأنفاسَ حتى أيقظت
روحَ الحياةِ ترومُ صبحًا مُشرقَا
وجرى الوريدُ مع الحنَايَا بالذى
لولاهُ ما نبضَ الفؤادُ بما استَقَى
وتوَشَّتِ الأضلَاعُ زُخرف سندسٍ
وتلألأتْ بالنورِ يعلُو بارِقَا
ياشعرُ إنى فى بحُوركَ سابِحٌ
بالنظمِ فوق يراعِ سحرٍ مُنتقَى
أحيَا على فلكِ السماءِ متوجًا
والجيدُ بالزُّهرِ النجومِ مُطوَّقَا
وأزفُّ للأكوانِ لحنِى مُطربًا
كالعندليبِ الحُرِّ أشُدُو بالرُّقَى
وأهيمُ فى الأفلاكِ رنَّانَ الصَّدَى
وأصُكُّ للبدرِ المضُىءِ المَوثِقَا
عاهدتُهُ والنجمُ يشهدُ باسمًا
‏ والنبضُ يُملِى البدرَ عهدًا مصدقا
لا لن ترانِى فى رحابِكَ واجمًا
لا لن ترانِى فى ضيائِكَ مُطرِقَا
فالشعرُ يجرِى فى دمائِى مُحيِيًا
بالقلب دوحًا للأمانى مُورقَا
والزهرُ ينشرُ فى فؤادِى عطرَه
فيرفُ بين الروحِ مِسكًا مُعبِقا
يا للنظيمِ وقد سقَانى غيثُه
يُحيى الذى قد ذاقَ همًّا مُطبقَا
ياشعر خُذنِى للحياة ونُورِها
خذنِى إلى الفجرِ النقِىِّ إلى التُّقَى
خذنِى إلى الخصبِ الذى أحييتَه ‏
أمطر بقلبى اليومَ غيثًا مُغدَقَا
خذنِى إلى الطُّهرِ الشَّفِيفِ بمهجَتِى
خذنى إلى فيضٍ تسامَى باللقَا
خذنى إلى سحرٍ تسامى نظمه
كالطيرِ يعلو الكونَ حرًّا مُطلقَا
يا نظمُ حلِّق فى سماءِ كواكِبى
فأَنا الذى سكنَ العلاءَ المُرتقَى

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: