تأملات! .. بقلم: إيمان وجيه يعقوب
وأخشى، فيما أخشى، أن تُدركَ هذه الحقيقةُ مُتأخّراً، مُتأخّراً جداً، بعد أن يضيعَ منك عُمُرٌ لن يعودَ بإمكانك استرجاعه مرةً أُخرى، وتضيع في ثنايا عمرك البائد فُرصٌ كادت لتُغيّرَ الكثير لو أنّك كنتَ أكثرَ وعياً فحسب، ثُمّ لا يبقى رفيقٌ لك في نهاية المطاف سوى النَّدَم.
هذه حقيقةٌ ينبغي أن نُذكّرَ أنفُسَنا بها من وقتٍ لآخر:
إنّ البشر، كُل البشر، لا يستحقون هذا القدر المبالغ فيه من الأخذ بعين الاعتبار.
أنت تولي البشر قدراً أكبر بكثيرٍ مما يستحقونه؛ تعتدل في جلستك من أجلهم وإن كان لا يروقك ذلك، ترتدي ثياباً لا تطيقها كي لا تُخالفَ ذوقهم العام، تضعُ أطناناً من الأقنعةِ مصطنعاً في كل مرةٍ تُزاحمهم شخصاً لا يمتُّ لحقيقتك بِصِلة؛ حتى تكاد تفقد ذاتك فتُصبحَ مسخاً بلا هويةٍ حقيقية.
تقلقُ بشأن ظنونهم تجاهك: كيف يرونك؟ ماذا يشعرون حيالك؟ هل تحظى بقَبولهم؟ كيف تنالُ رضاهم؟
يصلُ بك الأمرُ أحياناً إلى حد تغيير بوصلتك في الحياة من أجلهم؛ فينتهي بك الأمرُ سالكاً طرقاتٍ ما ظننت أنّك قد تسلكها يوماً.
صدّقني يا عزيزي، هذه الحياة وهذا العمر – القصير جداً – لا يحتملان على الإطلاق هذا القدر من العبث.
عليك أن تبني في نفسك شخصاً أنتَ وحدكَ كُلّ عالمه.