بيان
بيان
شعر : صبري مقلد ــ مصر
زَهَـتِ الـمـوائدُ والـثواني حـارقَـةْ
صَـفَّ الإمــامُ ضيوفَـهُ وبـيارقَـهٔ
كـلُّ الأنوفِ تصافحَت رغمَ الجَفـا
أمَّـا الـقـلوبُ فــلا تـزالُ مُفـارقَـةْ
لوقتُ يصـرخُ يستغـيثُ ظلالَـهم
تلكَ الجسومُ كما الصخورِ الغارقةْ
جسَدي يَــنـزُّ تألُّـمـًا في مِحـنَـتي
الخيلُ مـاتَـتْ والبديـلُ بطـارِقَـةْ
عَمِـيَ الطريقُ ولا يــزالُ مُـراوغـًا
للسـالكـينَ مـغــاربَـًا ومشـارقَــةْ
والريـحُ تُـوحي للنجومِ أنِ اقفـزي
تتساقطُ الأكتافُ..كوني حاذقَـةْ
خَـلْـفَ الـغَـمـامِ حكايـةٌ هَـمَجِـيَّـةٍ
عن غـارمٍ لازالَ يعشـقُ سـارقَــهْ
عَـنْ عــالَـــمٍ طِـينيَّـةٍ أخــلاقُــــهُ
يشوي الضـعيفَ ولا يكفُّ حرائقَـهْ
يُهـدي الـذئــابَ لحومَنـا وديـارَنـا
ويُـكـبِّلُ التَّاريخُ يُخـفي وثـائقَـهْ
لا غيمَ يَحبـو في السمـاءِ لأنَّـهــمْ
ملكوا مُحيطَ حياتِـنـا ومضائقَـهْ
قتـادُ بالــ”رِّيبـوتِ ” عَـبرَ إشــارةٍ
معـاؤنـا بـاتَــتْ تجيـبُ بـوارقَــهْ
صَبُّوا العـداوةَ والجهالةَ وانتَشَـوا
لـمَّـا تنـاثـرَت الـنـفـوسُ الـزَّاهِـقَــةْ
أرأيـــتَ أزهــــارًا تُـبـــادُ لأنَّــهــا
رغمَ الحصـارِ فللجمالِ معانِـقَـةْ ؟!
وأجنَّـةَ الزيتونِ تُقـتَلُ في الضُّحَى
والشاجبون هُـمُ الجناةُ المـارقَـةْ
ماذا تَـبَقَّـى ولم يُــرَقْ مِنْ مَجدِنا
الأرضُ من هَـولِ الإهانةِ ناطِـقَـةْ !
لكنَّ غــزَّةَ بالشـمـوخ تـوَشَّــحَـتْ
بُـرَدَ الكـرامـةِ والمـروءةِ سامِـقَـةْ
والجالسون إلى الثَّريـدِ تَـمَـدَّدُوا
طلبوا البيانَ مُـتَـبَّـلًا ومـلاعـقَــهْ
فَدَعُـوا البـيـانَ لِـطِفلِ غَـزَّةَ يُـلـقِـهِ
إن الفصـاحـةَ بالبـنـادقِ صـاعـقـةْ