النشر الإلكتروني

الدكتور منير لطفى – طبيب وكاتب
بخصوص الكتب لا غير، ألحظ حالة من السيولة والاستسهال عند نشرها إلكترونيا، على خلاف ما تلحظه حال نشرها ورقيا، وذلك من حيث التدقيق اللغوي والتنسيق والغلاف؛ لا وجود للتدقيق بالمرة، والتنسيق ينقصه الكثير من الجمال، والغلاف بعيد عن الاحترافية، وثلاثتهم يخصم من جودة المحتوى الذي قد يكون فائقا ورائقا. بعض المواقع الإلكترونية توفّر لكتّابها الدائمين فرصا جيدة لنشر مؤلفاتهم إلكترونيا وبالمجان، ولكنه قالب واحد لكل الكتب في سطور متقاربة خرجت من رحم برنامج الوورد الذي عفا عليه الزمن كواجهة للتنسيق، وبعض المؤلِّفين وتوفيرا لنفقات المصمّم والمنسّق يجهد نفسه في القيام بدورهما وهو غير مؤهّل تماما لذلك!
من تمام احترام القارئ أن يأخذ الكتاب حقه من التنسيق وتصميم الغلاف، ومن التقدير لمحتوى الكتاب ومكانة الكاتب أن يتم ذلك في أبهى وأروع صورة ممكنة، بعض الكتب الإلكترونية أقوم بتنزيلها وبمجرد إلقاء نظرة عليها أزيلها بلا أسف، والسبب هو التنسيق الرخو الهشّ الذي يصدم العين ولا يخاطب الذوق، ولو خيرت بين نشر على هذه الهيئة أو بقاء الكتاب حبيس الأدراج لاخترت الثانية. ليتنا نتذكر أن المرء يقرأ ليستمتع لا ليعاني وليفرح لا ليحزن ويكتئب!
.
= عفيفًا في الحروفِ وفي المرادِ
يصوّرُ في النساءِ بديع سحْرٍ
= ويظهر كلّ حسْنٍ في العبادِ
ويتقنُ بالبلاغةِ وصف عشقٍ
= يزكيّه بتقوى واجتهادِ
من الأخلاق يبدأ كلّ وصفٍ
= وينتهجُ الكتابةَ بالرشادِ