الملك النبي..
الملك النبي..
بقلم: الأديب باسم أحمد عبد الحميد
الملك النبي الذي حكم الأرض من مشرقها إلى مغربها، فلم يؤت الله انسانا قط ملكاً كملكه، وحكماً كحكمه وسلطة كسلطته، فهذا الملك يتحكم في الحيوانات والحشرات في البر، والبحر في الطيور في الجو والأرض، في الرياح فيسخرها ليحرك الانهار والبحار والسحب، وحتى الجن، أصبحوا خدماً له، وجيشاً له، واتبعه بني البشر بأعداد مهولة لا حصر لها..
إنه ملك ملوك الأرض الذي كان يرى ويتكلم ويتحدث مع ملاك الموت أنه نبي الله الملك سليمان النبي ابن النبي، فهو ابن سيدنا داوود عليه السلام، فورث العلم والحكمة، ولد في مدينة القدس بفلسطين، وعاش نحو اثنين وخمسين عاماً، عاش أغلب حياته في بيت المقدس، وبدأ بتشييد امبراطورية العظمى من هناك امبراطورية الخير والرخاء..
أصبحت اغنى بقعة في كوكب الأرض، بفضل قدرات سيدنا سليمان الخارقة، فكان يسخر الرياح تجلب الأمطار، وتروي الأرض.. فتبت الأرض بخيرات لا حدود لها، ثم يسخر الحيوانات فيكون ثروة حيوانية تسد عيون الشمس ترعى وتأكل وتتكاثر في الأراضي الخضراء الشاسعة..
ثم سخر الجن فاصبحوا خادمين له
منهم الجن البناءون الذين شيدوا له القصور والمعابد، ونحتوا له الجبال فوق الأرض، والانفاق تحت الأرض..
ومنهم الجن المُنِقِبين الذين استخرجوا له ثروات الأرض من باطنها، ومن بحارها ومن كل بقعة على الأرض…
فآتوا له بكنوز من الذهب واللؤلؤ والمرجان، اكبر من أي كنز قد تتصوره او تتخيله ومنهم جن المعرفة، وهؤلاء اطلقهم سيدنا سليمان ليجمعوا له معرفة الكون من البشر والجن والشياطين وكل الكائنات الأخرى ويجمعوها له في كتب ومجلدات إلى أن وصل إلى أن سيدنا سليمان جمع معرفة الأرض وكل الكائنات التي نعرفها ولا نعرفها، ومنهم الجن المحاربين، وهم الجن الذين انضموا بأعداد تفوق الخيال لجيش سيدنا سليمان في حروبه مع القوم الكافرين، ومنهم من عملوا على حراسة امبراطوريته، ومعابده وقصورة من الغزاة، أثناء غيابه
، ومنهم الجن الصناع الذين كانوا يصنعون له الأسلحة ويديبون له الحديد والنحاس له لصناعة الأسلحة والدروع والأبواب المصفحة العظيمة، وتدعيم الجدران بالحديد والنحاس..
ذكر سيدنا سليمان في القرآن الكريم ستة عش مرة في ست سور مختلفة،
في سورة البقرة والأنعام والأنبياء والنمل وسبأ وصاد، قصة سيدنا سليمان مع ملك الموت
بعد أن طلب سليمان من الله أن يرى ملك الموت أراه الله إياه فكان ياتي ملاك الموت ليجلس مع سيدنا سليمان في كل يوم خميس وفي أحد الأيام، كان يجلس سليمان مع وزرائه فدخل عليهم رجلاً ضخم البنية، حاد الملامح بعيون ثاقبة، وكأنها من الجحيم ، يرتدي الأسود، دخل ورمى السلام، وبدأ الحديث مع سيدنا سليمان والحضور، لم يعرف الوزراء أن هذا الشخص هو ملاك الموت فكان ملاك الموت يتحدث مع سيدنا سليمان تاره ومن ثم ينظر لأحد الوزراء لفترة من الزمن ، وتكرر هذا الأمر كثيرأ..
حينما ذهب ملاك الموت..
أتى الوزير وسأل سليمان من هذا الرجل؟!!
فأخبره أنه ملاك الموت فزع الوزير فزعاً شديداً وطلب الوزير من سيدنا سليمان أن يسخر له الرياح فتنقله إلى (الهند) فأمر سليمان أن تحمل الرياح الوزير فتذهب به إلى الهند وفي اليوم التالي أتى ملاك الموت على غير عادته لسيدنا سليمان فسأله سليمان قد قمت بالأمس عندي وظللت تنظر لذلك الرجل نظراً طويلاً ففزع منك، فأمرت الرياح أن تحمله إلى الهند…
فلماذا كنت تنظر إليه
فرد ملاك الموت
حينما أتيت بالأمس وجدت هذا الرجل عندك
وقد كنت قد أمرت من الله أن أقبض روحه بعد فترة قصيرة في بلاد الهند، فلما رأيته عندك تعجبت متى يصل هذا الرجل إلى الهند، فمسيرة الهند تأخذ شهوراً، وشهوراً، وأجله قد اقترب كثيراً ًلذلك كنت قد أنظر إليه بتعجب ولكن كان عليِّ أن أنفذ ما أمرت به..
فذهبت في الوقت المحدد لقبض روحه، ووجدته فقبضت روحه!!
فتعجب سيدنا سليمان من هذا، تلك إرادة الله عز وجل، (فأينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) …