اللا نهايات …!
شعر
إبراهيم حسان
فلتركبِ الريحَ إن وقت الأسى عصفتْ
ولتلجمِ الهمَّ إن في الليلِ قد خطرا
وطوِّعِ الدمعَ جسرا يصطفيكَ إلى
حلمٍ فريدٍ وطُفْ دنيا الخيالِ قُرى
وطرْ إلى اللا نهاياتِ التي حُجِبَتْ
مغامرا قلبُه قد أدمن الخطرا
ماذا سيبقيكَ في الصحْراء يا ولدا
قد جزتَ في كلِّ وادٍ أعظمَ الشعرا
ظمآنُ من كوثرِ الآمالِ مذ نبتتْ
فيك الأغاني كدوحٍ ترقبُ المطرا
حيرانُ ما بين بينٍ ظلَّ منتظرٍ
كعقربِ الوقتِ لم يرتحْ لنَيْلِ ذُرا
سافرْ فمن هاهنا تغريكَ صحبتُم
ومن هنا إن بكينا رقَّ وانفطرا
يا باحثا في المدى عمن تبوحُ له
بما يهزكَ محموما بمن غدرا
وقلتَ: علِّي أرى في الهجر ودَّ أخٍ
يسامر الروحَ تلقى أنسَه سمرا
أسريتَ نحو بلادِ الحبِّ في شغف
قطعتَ من أجله الأهوالَ والسهرا
وضأتَ روحَكَ من كأسِ الجمالِ على
فمِ العذارى به صليتَ معتذرا
أضناكَ شيءٌ لهذا اليوم تجهله
وبعتَ عمركَ لم تأنسْ له خبرا
علوت للغارِ غارِ الشعر ِمنفعلا
لعل إلهامَه يهدي لك َ الصورا
حتى تهادتْ لكَ الآياتُ معجزةً
وطُفتَ سربَ مجازٍ فاح إن عبرا
وأنتَ تنزفُ نهرا من حجارتِهم
وكم ضريرٍ لشمسٍ عاند القدرا
سِرْ في طريقكَ نحو النورِ خطوتُه
قد أنجبتْ كي تُطِلَّ العابرَ الشجرا
أطلقْ زفيرَكَ دوحَ الياسمين سرتْ
تراود السحرَ حتى يحضنَ القمرا
وكن هناكَ رسولا قال قافيةً
حجَّتْ إليه قلوبٌ للهدى زمرا
يبايعونكَ في التبيانِ ليس لهم
إلا الذي من جمالِ الشعرِ حيث ترى
ويصطفونكَ ممن كان سابقُهم
وللقيامةِ تبقى سيدَ الأُمَرا