” القِنْديلُ الأعمَى ” شعر: علي عمران
قِنديلٌ هَمَجِيُّ الخَبطِ
أعمَى ينزَلِقُ على شَطِّي
يُطلِقُنا طيرًا وَرقيَّا
ويدَاهُ تُمسِكُ بالخيطِ
يتَدَلَّى مِنْ خيمةِ رَهطٍ
لِيُزيحَ اللَّيلَ على رَهطِ
إنْ أشرَقَ يرقص صَفصَافي
أو أظلَمَ يستوحِشْ قِطِّي
قَدَرِي عُصفُورٌ ألقَتْهُ
عاصِفَةٌ في غابةِ سَنطِ
والظُّلمةُ عِفريتٌ قَلِقٌ
يتسَلَّقُ جُمَّيزَ الشَّطِّ
لِيُضاجِعَ عِفريتَةَ حُلمٍ
كانتْ وادِعَةً كالقِطِّ
ماتَتْ في ليلةِ حِنَّتِها
مِنْ قبلِ الزِّينةِ والمِشْطِ
مَنْ أسكَتَ نايَ خلاخِلِها؟
مَنْ أسقطَ عُصفُورَ القُرطِ؟
يا شَجَرَ الجنَّةِ مَنْ يُهْدي
قلبِي بُسْتانُا؟ مَنْ يُعطِي؟
آهٍ……. يا عقربَ أيَّامي
المُتَقيِّدَ في جبَلِ القَحطِ
ساقيَةُ العُمرِ بلا ماءٍ
والهُدهُدُ يَفشَلُ في اللَّقطِ
والثَّورُ يدُورُ على أرضٍ
تسْكُنُهَا آلِهةُ السُّخْطِ
في الكَفِّ لِجامٌ مِنْ لَهَبٍ
والأُخرَى تُمسِكُ بالسَّوطِ
والعرشُ جَماجِمُ أموَاتٍ
تقْذِفُـهَا أنيابُ الـرُّقطِ
فيمُرُّ الإزميلُ الأعمَى
بالهَدمِ الأهوَجِ، والكَشْطِ
قِنديلٌ يكْتُبُنا خطًّا
ويَصُبُّ الزَّيتَ على الخَطِّ