الصمت آفة الحب!!!

الصمت آفة الحب!!!

بقلم باسم أحمد عبد الحميد

 

أصعب ما يؤرق العشاق والمحبين ،هو عدم القدرة على التعبير عن الحب ..والاكتفاء بالصمت وهو آفة كل  حب  كبير ..

-قد لا يسعفك الحظ ،ولا يسعدك القدر ،بوصل أو لقاء ،فيكون الحبيب   قريبا منك جسدا ،وبعيد عنك روحا وتفاعلا …

(كالإبل في الصحراء يقتلها الظمى والماء فوق ظهورها محمول ) ..

وهذا الأمر مؤلم للغاية ،فقلب هذا المسكين ،يعتصر ألما ،وعيناه لا تغفو أبدا ،والليل رفيق وصديق …

أما  الساهرون ..الهائمون..المسافرون…العائدون..

الملتهبون بنار العشق والوجد لا يرحمهم نور الصباح !!

وقد يسأل العاشق من يٌترجم ما في صدري ؟!!

لوعة الحب تكمن في السلبية ،والخوف من خوض غمار التجربة ،لأن الحبيب يخشى أن يفقد حبيبته إلى الأبد ..

إذن فعليه ألا يكون سلبياً ،وقد وصَفتُ الدواء ،ولست بالطبيب الماهر ،بالرغم من أنني أعرف حجم أحاسيس ومشاعر حبيبتي ،وأعرف كيف يكون حالها ،حينما تحب ،وحينما تدافع عن هذا الحب …

حين تحفظ كلامي وتردده في صدرها قبل لسانها ،وتحفظه عن ظهر قلب ….

وكيف لو باستطاعتها ان تحفظه بعينيها الجميلتين لفعلت ذلك …

فهذا الكلام الذي نردده بعد طول غياب ،هو دفء جسمها الذي يتحول ثلجا ،لكلمة لم ترق لها ..

وبتحفظ شديد علي السلبية ،والصمت طوال سنين !!!

فهل يشفع لك الصمت ؟!!

المرأة حين تحب ،وحين يصبح الرجل كل شيئ في حياتها ،لا يهمها سواه ،فهو الحياة ،والقدوة والمثل ،والسعادة، والحب والانتماء ،والعاطفة والرباط المقدس ،وقبلتها في محراب الحب …

لا يهمها مال أو جاه أو سلطة ،لأنهم جميعا يخرون ساجدين أمام القيصر الذي اسمه الحب !! …

المرأة حين تحب يصبح الرجل كل شيئ في حياتها ،تصير  كلماته طعامها، وحبه شرابها …وريقه شهد الرضاب لديها …

ولأن المرأة يعجبها كلمات الحب والإعجاب، والثناء وتقدير الذات ،فإنها لا تمل الحديث في الحب ،وعن الحب ،والغزل ،والعشق ،وبدون تلك الكلمات تفتقد إلى تلك القوة الجامحة  والمحركة ،والتي تدفع قلبها إلى النبض الذي يدب فيه الحياة …

عشت لسنوات يتوه فيها العد صامتا خجولا لا اقوى على القرار  ،وكنت أعتبر صمتي أبلغ من حديثي الذي كنت أخفي معه حنين السنين ،كما أعتبرته يحتوي على جميع ما قاله المحبون …

لكن لم يشفع ذلك أمامها، لأنها لا تتخلى عن طلب الحب بشكل يومي ،وربما لأكثر من مرة كل يوم …فهي تقول لي

في نور عينيك تغوص احلامي ،وفي لمس يديك تعشعش أفكاري،فأنت أخذتني مني ،وصرت أطلبني، وصرت أشتاق إليكما معا !!

أما أنا فقد طال انتظاري وقد ضنت عليَّ بحبر قليل ،وقلم صامت عني ولا رسالة ،لأني لم أبح ولم أقل …

كنت جبانا حين خذلت قلبي  ،يا ألف رسالة حب خرجت من قمقمها لتعلن للعالم أجمع حبوا وأعلنوا حبكم ،فأرضي  الجدباء  منذ سنين ارتوت ،بعد أن  كانت قاحلة ،وجاء من يزرع فيها الحب ،والأمل من جديد …

فلا رحم الله كل من ترك حبيبه دون وصل …

 

قل لي ولو كذبا كلاماً ناعماً

قد كاد يقتلني بك  التمثالُ

مازلت في فن المحبة طفلةً

بيني  وبينك  أبحرُ  وجبالُ

لم تستطيعي بعدُ أن تتفهمي

إن الرجال جميعهم أطفالُ

اني لأرفض ان أكون مهرجا

قزما على كلماته يحتالُ

فإذا وقفتُ أمام حسنك صامتاً

فالصمت في حرم الجمال جمالُ

كلماتنا في الحب تقتل  حبنا

إن الحروف تموت حين تقالُ!!!

 

أنصفني( نزاز قباني) وأخجلتني ظروفي حين اخفيت حبي سنينا !!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: