الشربيني شريدة يكتب : الأرض تسألني

الأرض تسألني
الأَرضُ تَسألُني ولستُ مُـجيبَـا
صارَ الكلامُ علَى الشِّفاهِ عصيبَا
يا أرضُ غرَّبني الزمَانُ وهَا أنا
ما عُدْتُ أمسِكُ أحرُفِـي لأصِيبَا
في الحلقِ صخرةُ غصَّتي منصوبةٌ
صوتـي تمزَّق فوقَهَا منصُوبَـا
في النبضِ ألقَى الصَّمتُ خيطَ سكُونهِ
فذَوَى فَضاءُ دَمِي وكَانَ خصِيبا
يـا أَرْضُ أنكرنِـي الـمَـكانُ،
ملامِـحِي رُدَّتْ إليَّ أزقَّـةً ودُروبا
يا أرضُ أوجعَني الهوانُ، وشِقوتـي
حَالَت حنيني في ضلوعي ذِيبا
أنا مِنْ تُرابِكِ نَبتَـةٌ عربِـيَّـةٌ
سَكنَتْ جِرَاحَكِ دمَّـلًا وثُقوبَـا
حتَّى إذا شَبَّ الزَّمانُ وأَثمَرَتْ
كانَ القِطَافُ مَواجِعًا ونُدوبَـا
مَا بِعتُ يَومًا مِنْ رِمَالِكِ حِفنةً
للطَّـامِعِينَ وَمَا رَحَـمْتُ غَرِيبَـا
أَسقَيتُها عَرَقِـي وَمِلْحَ مَدامِعِي
وسَكَبْتُ فِيهَا مِنْ دِمَايَ نَصيـبَـا
الأرضُ تَسألُنِي وتصرُخُ في دَمِي
لأصيرَ تحتَ صُراخِهَا مصلُوبا
قلتُ اهدَئِي فالله يعلَمُ أننِي
سأُحيلُ ماءَ مواجعِي لكِ طِيبا