الشاعر ” علي شوقي “

بقلم / عمرو الزيات
علي شوقي محمد مصطفى ، ولد بدمنهور ١٨٩٠ ، وتوفي بالقاهرة ١٩٥٦، صنو العقاد والمازني في السن ، عمل مع أستاذنا العقاد بالأوقاف في مطالع الشباب . شاعر ديواني حتى النخاع ؛ ليس ديوانيا لأنه صديق للعقاد ، فكم من رجال عرفوا أستاذنا العقاد ، ولم يمارس عليهم تأثيرا ؛ رغم طغيان شخصيته ؛ لكنه ديواني لأنه كتب شعره قبل صدور الديوان علي طريقة العقاد والمازني و شكري . إن كثيرا من القراء والدارسين لا يعرفونه ، ولا نبالغ إذا قلنا: إن بعض المشتغلين بالأدب والنقد لم يسمعوا به ، وهذا _ في رأينا _ أدعى للريبة . ثمة إصرار على غبن هؤلاء الشعراء ، ولا ندري لماذا؟! فالكثير لا يعرفون ( علي شوقي ) ولا ( محمود عماد ) و ( العوضي الوكيل ) و ( محمد طاهر الجبلاوي ) و ( محمد خليفة التونسي ) و ( الحساني عبد الله ) وغيرهم كثير ، وهناك معاصرون بيننا يكتبون على تلك الطريقة المباركة التي تولي العقل عناية شديدة دون إغفال العاطفة . جاء شعر أستاذنا العقاد ورفاقه مغايرا لذلك الشعر السائد في عصرهم ، وقد كان اتجاه المقلدين ، وعلى رأسه أحمد شوقي في أوج سيطرته على الحياة الأدبية ؛ ولعل السياسة كانت السبب الأول في تلك السيطرة ، كما هو الشأن اليوم ؛ حيث أضحت جوائز الدولة تولي وجهها صوب كل غث ؛ غافلة المبدعين في كل مجال ، ولا ذنب لهؤلاء إلا أنهم لا يجيدون الملق . لشاعرنا علي شوقي بعض الآراء النقدية التي تشي بوعيه لجوهر الشعر ، كما يراه أصحاب هذا الاتجاه ، كما أن شعره خير دليل على ذلك الوعي ، يقول في قصيدة بعنوان ( لا تيأس ) : أتذكر من يوم الفراق حديثنا / وأدمعنا مثل الحديث شجون وقولك لي : إن الحياة عزيزة / عليك لأني في الحياة أكون وأقسمت لي بالحب أن لست تاركي / فمالك في هذي اليمين تمين. جرت مساجلة بين شاعرنا وبين كل من : أستاذنا العقاد ، والمازني ، وشكري ، حيث نظم كل منهم في معنى الموت ، وأشهر القصائد تلك هي قصيدة المبدع عبد الرحمن شكري (حلم البعث ) فكتب علي شوقي قصيدته ( أحلام الموتى ) ومنها :
لعلي إن أمت تدمع عيون
فتروى من مدامعها عظامي
عيون طالما أسهرت طرفي
عليها وهي تنعم بالمنام
رأيت العيش معنى كل شر
وهذا الناس معنى للرغام
وما هذي الحياة سوى أمان
تداول بين أحلام الأنام
تللك كانت إشارة سريعة لأحد شعراء الديوان العظماء ، قوم ظلموا في حياتهم وبعد موتهم .