الحضارة الإسلامية والغرب

مراد حسين

الحضارة الإسلامية أعظم الحضارات الإنسانية التى قامت على مر التاريخ نظرا لما تم التوصل إليه فى عصرها من إكتشافات وإسهامات علمية هامة فى مختلف المجالات الطبية ، الكميائية ، الفيزيائية، الرياضية، الفلكية
الأدبية. والحضارة الإسلامية هى إرث تشاركت فيه جميع الشعوب والأمم التى دخلت الإسلام …….. ولولا الحضارة الإسلامية لما وجدت الحضارة الغربية ولما حققت المنجزات التى حققتها فى الوقت الحاضر وهذا أيضا يعترف به عديد من مفكرى وعلماء الغرب مثل البروفيسور (كويلريونج) الذى يحرص فى دراساته على أن يذكر المسيحين فى أوربا المعاصرة بالدين الثقافى العظيم الذين يدينون به للإسلام منذ إن كان أجدادهم فى العصور الوسطى .
ورغم اعتراف بعض العلماء الغربيين المنصفين فى الوقت الحاضر بفضل الحضارة الإسلامية إلا أن التيار الغالب الآن هو الذى يتنكر فضل الحضارة الإسلامية ويزعم أن الحضارة الإسلامية لم يكن لها دور يذكر فى الحضارة المعاصرة ،بل إن بعض الغربيين يقولون أنه لم تكن هناك حضارة إسلامية أصلاً وأن الحضارة الغربية قامت على علوم الحضارات القديمة مثل الحضارة اليونانية والحضارة الإغريقية وغيرها.
والحضارة الغربية قامت على علوم المسلمين وحضارتهم فقد نقل الأوروبيون فى بداية عصر النهضة كل ما وقع تحت أيديهم من العلوم والمعارف الإسلامية إلى لغاتهم وكانت هناك مراكز إشعاع حضارى مثل الأندلس وصقلية كان الأوروبيون يفدون إليها لتلقى العلم على أيدى العلماء العرب والمسلمين .
والحضارة الإسلامية كانت بشهادة المؤرخين والباحثين -أعظم حضارة شهدها العالم طوال العصور الوسطى وكان فضل العرب واضحاً ،لا على أوروبا وحدها ، بل على البشرية جمعاء ذلك لأن العرب الذين اقاموا دولة عظيمة مترامية الأطراف امتدت من المحيط إلى الخليج لم يكونوا كغيرهم من الشعوب التى انسابت من جوف آسيا فى العصور الوسطى لتهدم وتخرب مثل التتار والهكسوس وإنما صاحب العرب الأمن والاستقرار أينما حلوا فقد نشروا مبادىء ومثل عليا مثل التسامح والإخاء والمساواة فتحولت أقطار العالم الإسلامى فى ظل رعايتهم إلى مراكز علمية يشع منها نور العلم والمعرفة بمعنى آخر نحن أمة لها تراث عظيم وثقافة راقية فى ظل دين لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه ….ولهذا تطور الغرب مستفيداً من حضارتنا وتراثنا أكثر من استفادته من ماضيه وتراثه فقد أثرت الحضارة الإسلامية على الغرب فى شتى المجالات ، وكان أسلافنا قدوة وقادة للعالم ثقافياً وعلمياً.
وتنفرد الحضارة الإسلامية باستقاء نظمها وتشريعها وقوانينها من القرآن الكريم الذى سيظل منبع حيويتها ومصدر قوتها كلما أحست بحاجة أو استعصت عليها قضية أو مسألة من أمور الدين والحضارة الإسلامية بنظمها التى نشأت وتطورت فى كنفها لم تكن حضارة متعالية أو متغطرسة على غيرها من الحضارات حيث اقتبس المسلمون ما وجدوه ملائما نافعاً لهم وطوروا ما عرفوه من نظم وأساليب حياتية وهم فى ذلك الوقت أفسحوا المجال للجميع كى يسجلوا إضافتهم فى تلك الحضارة كما أنهم أعطوا الفرصة لغير المسلمين وحظوا بالتقدير من حكام المسلمين وخلفائهم إن الحضارة الإسلامية:كل إنتاج روحى ومادى ينسب إلى الشعوب التى دخلت فى الإسلام ، ونشرت نمط الحياة الإسلامية ، ونهضت بفكرة الإنسان روحياً ومادياً ، ودينا ودنيا ،وعقلا وباطناً ، وقلبا وضميرا ، وكل هذا فى توازن فذوا تساق لا نظير له.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: