أخر الأخبار

الحب رسالة السماء

هاني موسي

 

إذا كان لكل شئ مفهوم ومعنى  فإن أحقها بالتعريف إجلالاً للمعرف  هو الحب ..فالحب مشاعر إيجابية وجدانية وعقلية نحو الآخر لها  قوة  التأثير بدايةً  من أسمى الأخلاق إلى أبسط العادات.

الحب مفتاح لمغاليق القلوب ودهاليزها ..الحب لقاء لأرواح تنساب داخل أرواح كما تنساب نسائم العبير فى الفضاء فتشفى الأبدان وتسقى زروعاً بأرضٍ جدباء.

الحب أنواع.. منها الرومانسي والغير مشروط والمثالى والعائلى والحب الجسدى وحب الذات والحب العملى والحب فى الله وهو أكثر الأنواع إتصالاً ودواماً والمقام هنا  لا يسمح بشرح كل تلك الأنواع .

و كيف يتم التعبير عن الحب ؟ تختلف الناس فى مشاربهم ودروبهم فى التعبير عن حبهم منهم من يجيد المحادثة وقيل أن الأذن تعشق قبل العين فقد نرى امرأة جميلة ترتبط بشخص لا يمت للوسامة بصلة غير أنه يملأ حياتها وقلبها وعقلها بعذوبة ألفاظه وقد  يحدث العكس .

ومن الناس من لا يجيد الكلام بقدر ما تعبر أفعاله عن حبه للطرف الآخر الذى ينبغى عليه أن يحسن ترجمة ذلك ويدونه .

ولا يخلو التعبير عن الحب من الوصال الجسدى وتقديم الهدايا وأخيراً ألا يقل الحب مع الزمن بل يزداد متانةً  وسماحةً  ورفق ولين .نعم فكل هذا يعبر بالأيام مهما كانت ضحالتها لبر الأمان .

والسؤال هنا هل للحب فوائد جسدية نفسية لصحة الإنسان أم أن الأمر لا طائلة من ورائه فهو محض غناء الشعراء والأدباء ليس إلا ؟

لا.. إن الحب يقوى جهاز المناعة ويزيد من هرمون السعادة..الحب يقلل من الضغط ويحافظ على صحة القلب ويقوى الجهاز العصبي والخلايا العصبية ويحارب الألم .

وهل من  الحب ما يحقق أضرارا ؟ نعم فالمبالغة فى الحب قد تحدث مفاجأت غير متوقعة فيصيب صاحبه بانتكاسة كبيرة والاكتئاب والعزلة ومن أهم الأضرار إلغاء هوية الشخص فيعيش حياته معلق كالأرجوحة فى حبال من يحب ! وقد يصاب البعض بأمراض خطيرة منها ما يصل لحد القتل أو الانتحار!

ويبقى الحب أولاً وأخيراً هو نبراس حياتنا فى تلك الدياجى من المعاناة والألم اليومى بل إن جل مشاكلنا هى افتقادنا لقيمة الحب الحقيقى بين الأزواج والعائلات والأصدقاء والحب لله فى العمل والشارع وفى كل أرض تطأها أقدامنا .وعندما سئل نجيب محفوظ عن الحب قال ” مهمتك  ليس البحث عن الحب بل عن الحواجز التى بُنيت بينك وبينه ”

الحب رسالة وهدية السماء لأهل الأرض وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال ” لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” فهو لم يقل يعطى لأخيه  بل طلب منا  فقط أن تستقيم قلوبنا فنحب الخير للغير كما نحبه  لذواتنا  وإلا فإيماننا ناقص ما أعظم هذا الدين ! وما أعظم رسالته !

وأخيرا بالحب يبقى سلام الأمم.. وحياة الأفراد ووئام الجماعات ما سمع النداء حياً  وما لبىْ رشيداً للنداء .

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: