أخر الأخبار

الجزاء الوفاق

بقلم / محمد عبد القادر

حينما دقت الساعة الثانية عشرة ليلا ، كان عليه أن ينام، فغدا يوم طويل بأحداثه، إذ سيقوم بمعاينة شقته الجديدة التي اشتراها في أرقى مكان بمدينة العلمين الجديدة. كان ذلك حلم حياته منذ أعلن عن قيام تلك المدينة، سأل وقتها عن قيمة الشقة، وقيل له أن قيمتها سوف تكون عشرة ملايين من الجنيهات عند الانتهاء من البناء بعد أربع سنوات. أحصى ما لديه فوجده يقارب نصف المليون.

هو موظف حكومة بالشهر العقاري، حاصل على دبلوم التجارة، منحته أقدميته ميزة أن يكون حاملا لختم النسر، أجرى كثيرا من المعاملات المشبوهة حقق من خلالها نصف الأرنب القابع في حسابه بالبنك.

لم يضع الرجل وقته ، وبدأ في وضع خطة لتوفير المبلغ المطلوب. قسم المبلغ المطلوب على عدد السنوات فوجد أن عليه توفير مليونين ونصف كل عام.

وضع الرجل- فيما بينه وبين نفسه- لختم المعاملات سعرا. يتزايد بتزايد قيمة المعاملة.

في أحد الأيام وكان في طريقه لجمع المليون الأول، جاءه عميل هو رجل أعمال شهير، تعادل شهرته كرجل أعمال نفس شهرته كأحد لصوص أراضي الدولة، كان الرجل يحمل في يده صك شراء أرض من أملاك الدولة تتعدى قيمته مائتي مليون جنيها. شعر بأن المعاملة غير سليمة ، وانه بختمها سيمنحها الشرعية، لمعت عيناه، راوغ رجل الأعمال، وأفهمه أن ختم المستند يحتاج إلى بعض المراجعات والموافقات. أسقط في يد الرجل، وقرأ في عينيه مراده، سلمه كارت يه رقم تليفونه، في مساء نفس الليلة كان قد تم الاتفاق بينهما على ختم المستند نظير مبلغ الملايين التسعة الباقية.

تلقى المبلغ وفي الصباح أنهى المعاملة . اشترى الشقة كما أراد، وها هو ذاهب صباح الغد ليراها،  دق جرس الباب، تعجب من ذلك الزائر السخيف؟ فتح الباب، كان هناك عدد من الرجال يرتدون زيا أسود. اقتادوه إلى حيث مصيره.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: