الجائزة الأدبية الروسية الكبري (بوكر) – نشأتها والفائزون بها – (الجزء الثالث)
الأستاذة الدكتورة دينا محمد عبده
حصلت الكاتبة أولجا سلافنيكوفا عام 2006 علي جائزة بوكر عن روايتها (2017). ولدت الكاتبة عام 1957م في مدينة يكاترينبرج، التحقت بكلية الصحافة وعملت كمحررة لمجلة (أورال) وهي نفس المجلة التي نشرت فيها أعمالها الأدبية المبكرة.
نشرت روايتها الأولي (طالبة الصف الأول) عام 1988م ، وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي كتبت (روايات عاطفية فرنسية) وتوقفت عن الكتابة بعد تعرضها لأزمة نفسية حادة، ثم عاودت نشاطها الأدبي عام 1995م . وفي عام 1997م نشرت أول رواية كبري لها وهي (اليعسبوب التي كبرت إلي حجم الكلب) والتي رشحت للقائمة القصيرة لجائزة بوكر. وتعتبر الكاتبة هي المستكملة لذلك التيار المعروف (بالواقعية السحرية). وفي عام 1999م حصلت روايتها الثانية (واحد في المرأة) علي جائزة مجلة (نوفي مير)، والتي اعتبرتها الكاتبة من أحب وأقرب الأعمال لديها. أما روايتها الثالثة (الخالد) 2001م فقد أحدثت فضيحة كبري لارتباطها بتلك الاتهامات التي وجهتها الكاتبة لصانع الفيلم الألماني (وداعا لينين) حيث اتهمت الكاتبة القائمين علي الفيلم باستغلال موضوع روايتها بوقاحة في صناعة هذا الفيلم. ومنذ ذلك الوقت لقت الكاتبة شهرة كبيرة في روسيا كلها وفكرت حينها في الانتقال إلي العاصمة موسكو. وقد أقبلت علي عمل أدبي أخر كبير وهو رواية (الفترة).
اتجهت أولجا سلافنيكوفا إلي تيار الفانتازيا والديستوبيا وجسدت ذلك في روايتها (2017) التي صدرت نهاية عام 2005م وحصلت علي بوكر الروسية في ديسمبر عام 2006م وفي عام 2010م ظهرت الترجمة الإنجليزية لهذه الرواية.
صدر لها عام 2007م مجموعة قصصية تحت عنوان (الرقص مع الوحش). وفي عامي 2009 – 2010م كتبت روايتين كبيرتين وهما (فلورا) و (رأس خفيفة) التي حققت شهرة واسعة للكاتبة .
في عام 2007 حصل الكاتب ألكسندر ايلتشفسكي الأذربيجاني الأصل والذى ولد عام 1970 م علي جائزة بوكر الروسية وذلك عن رواية (ماتيس)، كما حصل علي جائزة الكتاب الكبير عام 2010م عن كتابه (الفارسية). صدرت أعماله في مجلات (نوفي مير) و (أكتوبر) و (أورال) و (اتحاد الكتاب) وغيرها. له عدة مؤلفات متميزة مثل (حالة) 1996م، (لا رؤية) 1999م، (فولجا العسل والزجاج) 2004م، (مطر من أجل داناي) 2005م، المجموعة القصصية (السباح) 2007م و (فك الحمار) 2008م، وكتاب عن القدس (مدينة الغروب. السير علي الجدار) 2012م، والثلاثية (جنود كتيبة ألشيرون) 2012م و (الفوضويون) 2012م، (الأرفيون) 2013م، وأخر أعماله كتاب يتضمن عدة مقالات ونثر قصير بعنوان (من اليمين إلي اليسار) عام 2015م
حصل ميخائيل يليزاروف عام 2008م علي بوكر الروسية عن روايته (أمين المكتبة). وهو كاتب روسي ولد عام 1973م و تخرج في كلية الآداب جامعة خاركوف وسافر إلي برلين من عام 2003م – 2007م ، حيث يعيش ف موسكو في الوقت الحالي. بدأ نشاطه الأدبي بمجموعة قصصية بعنوان (الأظافر) والتي جذبت الأنظار للكاتب، وتحتوي المجموعة على 24 قصة بما فيها رواية قصيرة تحمل عنوان المجموعة القصصية، ويذكر الكاتب انه قام بكتابة هذه القصص في سن التاسعة عشر حتى السابعة والعشرين ويمثل أبطال رواية (الأظافر) اثنين من معلمي الإنترنت للأطفال المعاقين ذهنيا ورشحت الرواية للقائمة القصيرة التابعة للجائزة الأدبية أندريه بيلي. وأيضا جائزة (الظهور الأول) في مجلة (أفيش).
أما رواية (باسترنك) التي كتبها يليزاروف عام 2003م فقدت أحدثت ردود أفعال متباينة حيث صور الشاعر الروسي المعروف باريس باسترناك في صورة شيطان بل وصفها بعض النقاد أنها رواية مثيرة للغثيان. وعلي الجانب الأخر امتدحها نقاد أخرون ووجدوا فيها الانتقام والتشفي لكل ما تعرضت له الأمة الروسية من مذلة ومهانة.
في عام 2007م دخلت رواية (أمين المكتبة) ضمن القائمة الطويلة لجائزة بوكر الروسية والتي يتعرف بطلها علي عدة كتب لكاتب سوفيتي مغمور ومنسي ويكتشف الكثير من الغموض في هذه الكتب، ويدخل مجموعة من القراء في صراع عنيف من أجل هذه الكتب. وتحصد الرواية بوكر عام 2008م. وفي عام 2010م تصل رواية (الرسوم المتحركة) لنهائيات الجائزة الوطنية للكتب الأكثر مبيعاً. أما في عام 2014م يفوز الكاتب بجائزة (نوس) عن كتابه (خرجنا ندخن لمدة 17 عام).
بجانب نشاطه الأدبي يقوم يليزاروف بأداء أغنيات من تأليفه.
في عام 2009م حصلت الكاتبة الروسية يلينا تشيجوفا التي ولدت 1957م في لينينجراد علي جائزة بوكر عن روايتها (زمن النساء). عملت الكاتبة كروائية ومترجمة وكاتبة مقالات. من أبرز أعمالها رواية (الفتات) عام 2000م، والتي حصلت علي جائزة مجلة (زفزدا) عام 2001م و رواية (لورا) 2002م التي ترشحت للبوكر ضمن القائمة القصيرة عام 2003م، ورواية (المجرمة) التي ترشحت للبوكر ضمن القائمة القصيرة عام 2005م و(أوريست والإبن) 2007م، و(العجوز الصلصال) عام 2011م
الكاتبة الروسية يلينا كاليادينا هي الفائزة بجائزة بوكر عام 2010م عن روايتها (الصليب المزدهر). ولدت الكاتبة عام 1960م، وأنهت دراستها في معهد ليننجراد لمهندسي السكة الحديد عام 1983م. وعلي مدار عشر سنوات عملت كمراسلة صحفية ثم محررة في مجلة (كمسامولسكية برافدا). وكان لها عمودا ثابتا في مجلة (مترو) وانتقلت للعيش في ضواحي موسكو. ووفقا لتصريحات الكاتبة، كتبت مايقرب من 11 كتاب. وفي عام 2010م نشرت رواية (الصليب المزدهر) التي أطلقت عليها في البداية (الهراء المرح) والتي نشرت في المجلة القروية (فولجاجوردسكايا ليتراتورا) وحصلت عنها على جائزة بوكر. ولكن منذ تلك اللحظة التي تم ترشيح الرواية فيها للقائمة القصيرة لجائزة بوكر تعرضت الكاتبة للكثير من النقد والسخرية. فقد تم الإشارة الي ضعف الكاتبة في امتلاك لغة الفترة المذكورة في روايتها وهي القرن السابع عشر، ولجوئها الي استخدام كلمات دارجة قديمة وتعبيرات شعبية ركيكة بالإضافة الي ضعف أسلوبها والجهل بملامح الحياة وقتها والابتذال والتصنع. ومن المفارقات أن بعد حصول الكاتبة علي الجائزة حصل كتابها (الفقرة الكاملة – 2010م ) علي جائزة أسوء كتاب للعام.
في عام 2012م دخل كتاب الأديبة الجديد (زيفيروف في موسكو) في القائمة القصيرة لأحد المسابقات الأدبية.
حصل الكاتب ألكسندر تشوداكوف علي بوكر الروسية عام 2011م عن رواية (يقع الضباب علي الدرجات القديمة.).
ولد تشوداكوف في جمهورية كازاخستان السوفيتية عام 1938م وتوفي عام 2005م في موسكو في روسيا. كان أديباً وكان متخصصاً في الأدب وعلي وجه التحديد في ابداع الكاتب الروسي الشهير تشييخف. بعد أن أنهي دراسته بكلية الأداب جامعة موسكو عام 1960م عمل في معهد الأدب العالمي عام 1964م. وكان يقوم بإلقاء دورات في الأدب في الجامعات الأوربية والأمريكية عام 1987م.
قام بكتابة وتأليف العديد من الكتب والدراسات عن تشيخوف وإبداعه ومنها: (شاعرية تشيخوف) عام 1971م الذي ترجم الي الإنجليزية عام 1981م و (عالم تشيخوف: النشأة و التثبيت) عام 1983م و (الكلمة – الشئ – العالم – من بوشكين إلي تولستوي) 1992عام وله العديد من الدراسات عن الكاتب شكلوفسكي وتينيانوف. في عام 2000م كتب رواية (يقع الضباب علي الدرجات القديمة..) والتي نشرت في مجلة (زناميا) وحصلت علي جائزة المجلة في هذا العام و رشحت لبوكر الروسية عام 2001م ، ولكن حصلت الرواية علي بوكر بعد عشر سنوات من ترشيحها عام 2011م وبعد وفاة الكاتب بست سنوات، حيث توفي الكاتب عام 2005م جراء إصابة في الرأس في ظروف غامضة.