التجليات الإنسانية في ترجمة الأصدقاء

دكتور إسلام فوزي محمد – كليلة الألسن جامعة عين شمس
أكتب هنا في ذكرى أستاذي، الأستاذ الدكتور ربيع محمد سلامة، بعد مرور عام على رحيله وقبيل مرور عام صدور هذا الكتاب “الأصدقاء وقصص إيطالية أخرى مترجمة إلى العربية”، الذي تجلت فيه إنسانية أصدقائه من زملائه وتلاميذه عبر مبادرة الترجمة إهداءً لروحه وبمبادرة علمية وإنسانية من أ.د. وفاء عبد الرءوف البيه، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة حلوان، وبالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة ومديره داڤيدي سكالماني.
يبدأ جانب الترجمات بقصة للكاتب الإيطالي ألبيرتو سافينيو Alberto Savinio تحمل عنوان “الحياة كلها” ترجمة شيماء محمد السيد، التي ترجمت قصتين – قصة “الحياة كلها” وقصة “باجو” – لهذا الكاتب الإيطالي الفريد، الذي قلّما نجد له ترجمات إلى العربية، وربما تعد هذه الترجمة من أولى الترجمات له. وفي القصة الأولى التي تحمل عنوان “الحياة كلها” يبدو الاختيار وكأنه يستدعي خط سير الحياة في رحلة مصاحبة لحياة الراحل ربيع سلامة الذي يهدى إليه العمل سواء النصوص الإيطالية في حد ذاتها باختيارها أو ترجمتها إلى العربية لتظل في ذاكرة القراء والمعنيين، ويبدأ النص بتساؤل يحاكي صدمة رحيل الأستاذ «… ما المشكلة في أني ما زلت صغيرًا؟ … قم إنكم أنتم ممن تقولون إنني صغير… وما الذي تعنيه كلمة صغير؟ … أنتم من حددتم هذه التفرقة بين بين الكبار والصغار؛ لأن هذا يناسبكم […]». وهنا يمكننا أن نتخيل اختيار شيماء لنص يضع الراحل متسائلًا عن سبب تعجب رحيله مبكرًا بعد أن أتم الستين لتوه من عمره، ويطرح تساؤل عن وجهات النظر وأي قضية كيف ننظر لها وكيف تتعدد الرؤى وكيف يختلف المنظور، وهذه هي الحياة كلها تقوم على الاختلاف والتساؤلات.
أما النص الثالث كان قصة للكاتب الإيطالي بيبِّه أو بيبّي فينوليو Beppe Fenoglio وعنوانها “العروس الطفلة”، ترجمة أ.د. فاتن نصر الدين الغزولي، وهو نص بديع بترجمة أنيقة ويعكس أيضًا رؤية ترمز إلى الرحيل من المكان إلى مكان آخر لا نعلم ما به وربما لا نكون على استعداد إلى الذهاب إليه رغم ما يصف به الآخرون ذلك المكان البعيد، حيث إن البطلة “طفلة” لا زالت صغيرة ترحل من بيت أسرتها لتنتقل إلى بيت زوجها وتزف إليه، ربما تتشابك الفكرة مع أن الراحل في معتقداتنا وخاصة الشهداء يزفون إلى الجنة، ومن المفترض أن ترتدي العروس ثوبًا أبيض وكما تقول الأم لابنتها: «ستلبسين ثوبًا أبيض أو سماويًا»، ولعل قراءتي لهذه القصة التعيسة في زواج طفلة من عجوز، في هذا السياق أردت فيها أخذ الجانب الإيجابي عند الموت، لتهوين الأمر، فلكل قارئ تأثر خاص بالنص وفقًا للزمان والمكان والسياق المحيط بتلقيه للنص من خلاله.
وجاء النص الرابع للكاتب الإيطالي المعروف دينو بوتساتي أو بوتزاتي Dino Buzzati بعنوان “البنات الطيبات” وترجمة أ.د. عبد الرازق فوقي عيد، وهو اختيار جميل يستدعي روح الأستاذ الدكتور الأب ربيع سلامة عندما كان يعامل جميع طالباته وتلميذاته فكان حقًا بمثابة الأب لجميع تلميذاته في المقام الأول وتلاميذه وكأن بوتساتي يتحدث على لسانه في هذه القصة حين يقول: «إنهن بناتي، لكن يمكنني أن أطلق عليهن اسمًا آخر “أسباب قلقي”. المبروكات». وهذا يعكس مدى كان انشغال الراحل – شأنه شأن راوي قصة بوتساتي – بأمور بناته وتلميذاته وخوفه وقلقه عليهن وسعيه لتيسير الأمور لهن. وحتى في نهاية القصة ينهي الكاتب الأمر بقلق الراحل عن بناته في كيفية شعورهن وألمهن لرحيله حين يقول في ختام القصة: «لكن في هذه الأثناء ما عدت أقدر على السير قيد أنملة. […] ودون أن أدري يجب أن أكون قد سقطت مغشيًا عليَّ، مستلقيًا على الرصيف، ربما يكون أفضل بهذه الطريقة، أفضل لهن. فلذات كبدي، بناتي الحبيبات. سيعتقدن أن الجنون سيصيبهن بسبب حبهن لي. جاء النوم الآن. نوم كبير من الرصاص. صمت. من سيجدني صباح الغد.»، وكأنه يشخص شخصية الأستاذ الأب الذي كان لآخر لحظة في حياته حريصًا على مستقبل بناته العلمي والشخصي والإنساني، ويعلم مقدار حبه أبنائه وتلاميذه له ويقلق على حزنهم لفراقه عندما يغيب، ويعكس المشهد الأخير كيف رحل في هدوء دون ضجيج، ربما أيضًا كأن القدر يعرف حرصه على عدم إثارة المتاعب للآخرين.
وجاء النص الخامس للكاتب نفسه بعنوان “الأصدقاء”، ترجمة أ.د. فوزي محمد عيسى، وهو العنوان الذي اختير عنوانًا للكتاب لما يحمل من رمزية إنسانية في محبة للأستاذ الدكتور ربيع محمد سلامة وما يحمله من وفاء له عن طريق روح محبين لصديق وزميل وأستاذ لمجموعة من الناس كان يعتبرهم هو شخصيًا أصدقاءً له في المقام الأول. ونجد في بعض العبارات التقاءً لبعض الملامح الإنسانية والشخصية بين لشخصية الرئيسة في القصة وأستاذي الراحل، فنجد عبارات وتعبيرات كان يستخدمها مثل: “يا عزيزي” وكان الدكتور ربيع يستخدمها بالإيطالية أيضًا في كثير من الأحيان، وأيضًا “أنا أتفهم ذلك … ولكني لا يمكنني أن أصرخ” وهي عبارة تعكس روح التفهم العالية لدى الشخصية، ونجد عبارات توحي بملامح أخرى مثل: «كان […] مشهورًا بدبلوماسيته وحسن تصرفه وحكمته وقدرته على الخروج من المواقف الحرجة […]»، «”يا عزيزي، يا عزيزي” همس بصوت حنون وعطوف». وتنتهي القصة بمشهد يرمز أيضًا إلى الرحيل والتعاسة: «لهذا السبب – إذا ما حدث أن بعض الأرواح التعِسَة أصرت على البقاء على الأرض – فإن الأشباح لا تفضل العيس معنا، ولكنها تنسحب لتسكن البيوت المهجورة وبين بقايا الأبراج الأسطورية، وفي المقصورات المتناثرة في الغابات، وفوق الصخور المعزولة التي يضربها البحر ويلطمها، لتتلاشى شيئًا فشيئًا».
ولا نزال مع الكاتب بوتساتي في النص السادس من الترجمات وقصة بعنوان “المعركة الأخيرة، ترجمة د. هاجر مدحت سيف النصر. وهي قصة تعرض جزءًا من حياة لواء متقاعد، تغير حياة إيقاع حياته من الحرب والحماس والكفاح إلى الهدوء، وكأنها تحاكي قصة تقاعد الأستاذ الذي بدأ يستعد لرحلة أخرى ولحياة أخرى بعيدًا عن المعارك الحياتية ولعلها المعركة الأخيرة حقًا. «كل شيء هادئ ونظيف وأنيق، بل يكاد يكون سعيدًا. كل شيء ثري، فخم، متقن، مُسالم […] كل شيء يذكرنا بشدة بمقبرة رائعة ومزدهرة ومبهجة». كانت هذه الفقرة في بداية القصة التي تسير في محاولة من البطل لاسترجاع سريع لما أنجزه في مسيرته من خلال تمشية موازية وكأن الحياة مثل ممشى يقطعه اللواء في وقت قصير. ثم يأتي الختام في فقرتين وفيهما يلقي اللواء بموجز خبرته موجهًا النصائح أو الأوامر: «هيا أيها الشجعان! يا جنود المشاة، إلى السلاح من أجل الوطن والملك! […] ها هو بلوشر مع فرسان الموت وهكذا» وتنتهي المعركة أو ربما الحياة التي كانت بمثابة معركة وكفاح: «كانت معركة رائعة. سارع العدو بانسحاب عشوائي وسرعان ما انكشف الفراغ أمام سيادة اللواء من بين الأفدنة التي ملأها دخان الطلقات وغمره الإحساس بالحرية والسيادة والمجد السماوي».
ونختتم القصص المترجمة للكاتب بوتساتي بالنص الأخير في الكتاب بقصة عنوانها “سبعة طوابق”، ترجمة د. عبد الحليم حسين سليمان، ويحمل العنوان رمزية أخرى وهي الهبوط عبر الطوابق السبعة بداية من الطابق السابع والأخير وتعد رحلة معارضة لرحلة الصعود إلى السماء أو السماوات السبع بالأحرى. «بعد فحص طبي سريع، وضع جيوزيبي كورتي في غرفة بهيجة وهادئة في الطابق السابع والأخير، منتظرًا لاحقًا فحصًا طبيًا أكثر دقة وشمولية. […] وكان كل شيء هادئًا ومضيافًا وباعثًا للطمأنينة» وكأن رمزية الحياة تبدأ بالهبوط والمعاناة في الحياة الدنيا وتختم برحلة الصعود إلى السماء السابعة مثلًا وهي قمة الراحة والهدوء والطمأنينة. ويأتي ختام القصة أيضًا بمشهد رحيل إلى عالم آخر والنوم العميق الطويل: «لكن لماذا أمست الغرفة مظلمة فجأة؟ لا يزال الوقت في عز فترة ما بعد الظهيرة. […] أدار رأسه إلى الناحية الأخرى ورأى أن الستائر الفينيسية كانت تنسدل ببطء، منصاعة لأمر غامض، حاجبة للنور».
وجاءت النصوص الأربعة التالية مأخوذة من كتاب “يوميات سرية 1943-1945” للكاتب الإيطالي چوڤاني جواريسكي Giovanni Guareschi، وعناوينها: “ستة أشهر”، و”الوالد”، و”الملل”، و”أخيرًا، أصبحت حرًا” وهي نصوص قصيرة أ يوميات ترجمها إسلام فوزي محمد، وجاء اختيارها في الأساس نابعًا من اختيار المؤلف نفسه الذي لم يكن مترجمًا من قبل إلى العربية وعاش ستين عامًا بالضبط مثلما كان عمر أستاذي، أ.د. ربيع. وتوفي كلاهما إثر أزمة قلبية. وكانت شخصية المؤلف مميزة ومختلفة وربما يظهر ذلك في بعض نصوصه. وهنا نجد مسألة الإحساس بالزمن وثقله في بعض الأحيان: «ستة أشهر، ستة آلاف يوم. إن الملل يغير المقادير، فالدقائق لم تعد أجزاءً من الساعة، لكنها باتت وحدات أبدية الزمن»، و«أنظر إلى نفسي في بركة ماء عكرة، فأرى فوق رأسي سحبًا تسبح بعيدًا لا مبالية، لدرجة أنها تبدو لعالم آخر. أي عالم استعاد فيه الناس حياتهم المعتادة بينما نحن هنا في الأعلى صرنا أناسًا منسيين نستمر في مشقة لا طائل منها وملعونة.»، هكذا جاء نجد في هذا النص إشارات وفي النص الوالد نجد بدءًا من العنوان إشارة تلتقي مع روح الراحل الذي كان أبًا ووالدًا كما أشرنا في قصة البنات الطيبات، وإشارة إلى الحكمة، وبعدها في جاء نص “الملل” وكأنه مرحلة انتقالية بعد حماس ورحلة عطاء ومسيرة حافلة إلى لحظة يشعر فيها المرء بالملل قبل أن يغادرها وحينها جاء نص “أخيرًا، أصبحت حرًا”، وفيه نجد «كان هناك شخص ما يعيش حبيسًا بداخلي […] رأيت نفسي الأخرى تبتعد، ومعها تبتعد كل مشاعري، تبقى لي منها فقط خلاصتها.» فكأن نهاية الرحلة يأخذ الراحل فيها خلاصتها أو يجد نفسه فقط ترحل معها دون أي شيء آخر يصحبها.
ثم جاء النص التالي للكاتب جوزييبّي بيتري Giuseppe Pitré، وعنوان القصتين بالترتيب “تشيتشينو” و”سبب”، ترجمة أ.د. وفاء عبد الرءوف البيه، وأظن أن هذا المؤلف الصقلي يترجم هنا للمرة الأولى إلى العربية أيضًا. وجاءت القصة الأولى “تشيتشينو” أي حبة الحمص الصغيرة والقصة الثانية “سبب” يأتي السبب أو المنطق ليجسد شخصية تتحدث وتقول في ختام القصة: («أيها المعلم» -أجابه “سبب”- «أتريدني أن أفرج عن الموت؟ اجعلني أذهب إلى الجنة، وسأطلق سراحه»، قال المعلم لنفسه: «ماذا أفعل؟ إن لم أحقق له هذه الرغبة، لن يدعني في سلام». وأجابه: «لك ما تشاء!». وما إن نطق بهذه الكلمات حتى أطلق سراح الموت. سمح الرب لـ”سبب” بالعيس أعوامًا قليلة أخرى، ثم قبضه إليه. ولذلك يقال «ما من موت بدون سبب»).
وجاء العدد التالي من القصص للكاتبة الإيطالية المعروفة جراتسيا ديليدّا Grazia Deledda الحاصلة على جائزة نوبل للآداب. وقصتها الأولى عنوانها “غدًا”، ترجمة د. سامح أحمد حسين. وتبدأ القصة التي تحمل عنوانا يرنو للمستقبل بإشارة إلى فصل الخريف الماضي وكأن الغد يبدأ دائمًا من الأمس فلا يمكن أن ننسى ما مضى، وبالتالي لا يمكن أن ننسى مَن رحل.
أما القصتان الثانية والثالثة للكاتبة نفسها فكانتا من ترجمة د. خليفة حسن وكان عنوان الأولى “شوارع روما” والثانية “الاعتراف الأول”. في العنوان الأول إشارة إلى شوارع روما وهو عنوان يعيد لأذهان من يدرس ويسافر إلى روما الكثير من الحنين، فطالما حكى لنا الدكتور ربيع عن أيامه في روما وذكرياته هناك وما تركته من أثر طيب.
بينما جاءت القصة الرابعة لجراتسيا ديليدًا بعنوان “دراما”، ترجمة د. بسمة عزت شاهين. وتعبر القصة عن مأساة الحزن من اللحظة الأولى بدءًا من العنوان ثم افتتاحية القصة التي تبدأ بكلمة «الحادث الحزين الذي طالما خشي الشاب أن يقع، وحاول أن يهزم خوفه من وقوعه بالسخرية، هنا هو أخيرًا، وبكل أسف، يحدث». وفيه معاناة الفراق ودراما الألم بسبب الفراق.
وترجمت منة الله عصام عبد المجيد القصتين الخامسة والسادسة لكاتبة نوبل عنوان أولاهما “صداقة” وثانيهما “عدالة إلهية”. ويأتي العنوان الأول ليعبر عن أهمية الصداقة والعنوان يتسق مع الإرث الذي تركه فينا ولنا الأستاذ الدكتور ربيع، والعنوان الثاني يمكن أن يتوافق مع الإيمان بإرادة الله وعدله حتى في أحلك الظروف.
وجاءت القصة السابعة والأخيرة للكاتبة ديليدّا تحمل عنوان “قصة حياة عصفور صغير يحكيها بنفسه”، ترجمة د. نغم عبد الجواد، وفيها إشارة لأجواء الربيع بشمسه المشرقة وكأنه استدعاء لشخصية الأستاذ الدكتور بحضوره: «كانت الشمس المشرقة التي تزين الربيع النقي وعبير الزهور والفاكهة وزرقة السماء وألحان الشدو المختلفة التي ترتفع في الغابة كل صباح تضفي على نفسي فرحة لا حصر لها […]».
أما بعد ذلك فنجد قصة “الخوف” للكاتب لويجي كابوانا Luigi Capuana، ترجمة أ.د. أحمد محمد سليمان، وكابوانا كاتب له العديد من الأعمال في مجال أدب الصغار أو الناشئة والأطفال. وربما اختيار العنوان ينبع من اعتبار وجود شخص مثل أ.د. ربيع مصدرًا للاطمئنان والأمان، وبالتالي فإن غيابه يخلق نوعًا من الخوف والقلق.
وقصتان للكاتب نفسه ترجمتهما أ.د. ناهد محمد عبد الله، الأولى عنوانها “أمل الشمس” والثانية “الضفدع الصغير” وهنا في قصتين للنشء أو للصغار، يطرح الكاتب فكرة النهاية السعيدة. وفي العنوان الأول نجد حضور الشمس التي ترتبط في إيطاليا بأجواء الربيع والصيف وروح الحياة، إشارة لوجود الأمل، وبغياب الشمس يضعف الأمل، وهذا يوحي بقدر المحبة والأمل والإشراق الذي كان ينبعث في وجود ربيع مصر، أ.د. ربيع سلامة.
وينتهي الكتاب بثلاث قصص للكاتب العالمي الإيطالي لويجي بيرانديلّو Luigi Pirandello الأولى ترجمة د. نرمين شوقي وعنوانها “مصلومة الأذنين”، والثانية عنوانها “أرواح على هامش الذاكرة”. والقصة الثانية بها أيضًا مفهوم الرحيل والموت والحياة باعتبارها وهمًا. «[…] تقولين هو لم يعد بعد حيًا من أجلي. […] هو حي ما دامت حقيقته التي تصنعينها أنتِ له حية».
أما القصة الأخيرة للكاتب بيرانديلّو فكان عنوانها “لقد انطلقت صافرة القطار”، ترجمة د. سيد قطب. وفيها أيضًا رمزية عالية حيث تعد من روائع القصص القصيرة لأديب نوبل الإيطالي الذي أراد أن يعبر عن فكرة الرحلة والرحيل بالقطار الذي ينطلق فجأة مطلقًا صافرته التي تشير بانتهاء مرحلة ما وبدء مرحلة أخرى في رحلة جديدة، إنها نقطة تحول مع انطلاق صافرة القطار. «وهكذا، الآن وبعد أن عاد العالم إلى روحه، يمكنه تعزية نفسه بطريقة ما! نعم أحيانًا يرتقي فوق آلامه، ليأخذ نفسًا في هواء العالم النقي».
وفي تقديم الكتاب تحدث عنه مدير المعهد الثقافي الإيطالي دافيدي سكالماني وأثنى على دوره في الحوار بين الثقافات وصداقته وأثره الإنساني ووجه الكلمة الأخيرة لأصدقائه يدعوهم لاستكمال مسيرة الراحل ربيع سلامة والسير على نهجه.
وبهذا حمل الكتاب قصصا تحمل تشابكات روحية وإنسانية ورمزية مع الراحل الأستاذ الدكتور ربيع محمد سلامة، الذي كان له من اسمه حظًا فكان كموسم الربيع في زهوه وكان له في حياته سلامة القلب وفي رحيله هدوء المحب وترك بعد رحيله الأصدقاء وقصص أخرى.