أيها الموت، رفقا

أيها الموت، رفقا

شعر: محمد ناجي في رثاء أبيه غفر الله له

 

أتَراهُمْ أَودَعُوكَ القبرَ حقَّا؟؟!!

أيُّها الموتُ بنا -باللهِ- رِفْقا

أيُّ خَطبٍ جَلَلٍ هَدَّ كِياني!!!

صُعِقَتْ منهُ حنايا النفسِ صَعقا

يا أبي والموتُ سَهمٌ ليسَ يُخطي

مِن قديمٍ يَرشُقُ الأعناقَ رَشْقا

كيفَ أَرثيكَ وقد صارَ لساني

عاجزَ الحُجَّةِ ما يُسعِفُ نُطقا؟!

كنتَ إذ داهَمَني الكَربُ مَلاذًا

أستمِدُّ الأمنَ منهُ أتَــوَقَّىٰ

ومتىٰ كَلَّحَتِ الأيامُ وجهًا

كنتَ لي دونَ لَظىٰ الأيامِ طَوقا

كَمْ قرأتَ الناسَ لي مِثلَ كتابٍ

فلِماذا اليومَ قد أُحكِمَ غَلقا؟!

يا أبي أَبكيكَ ما دامَ الجديدانِ

يَكُرَّانِ وحتىٰ اللهَ أَلقىٰ

لا تقولوا ذا الفتىٰ ماتَ أبوهُ

لَمْ يَمُتْ أطيَبُ هذا الناسِ خُلْقا

صَوتُهُ ضِحكتُهُ في كلِّ رُكنٍ

ألتقيها أينما يَمَّمتُ صِدقا

قد نَعَوني إذ نَعَوهُ فحياتي

كمَماتي بَعدَهُ في الناسِ أَشقىٰ

تلكَ أمِّي وحدَها في جانبِ البيتِ

بحُزنٍ كانَ كالآبادِ عُمقا

هيَ تَبكيكَ حليلًا طيِّبَ القلبِ

رفيقًا وبهيَّ الوجهِ طَلْقا

تَتَوَكَّا ببقايا بَدَنٍ ما

تَرَكَ الحُزنُ بهِ بُرءًا وأبقىٰ

أيها الحارثُ والباذِرُ حقلًا

ها هُوَ الزرعُ إليكَ اهتزَّ شَوقا

عنكَ يَسَّاءلُ نخلٌ، وطيورُ الحقلِ

ناحَتْ يا أبي غَربًا وشرقا

ما لِدمعي ليسَ يُجدي وهْوَ مِدرارٌ

فهلْ كانَ المَعَرِّيُّ مُحِقَّا؟!

كنتُ قَدَّرتُ لقاءً بكَ لكنْ

فاتَني أنَّ الرَّدَىٰ أَسرَعُ سَبقا

في سلامٍ نَمْ وفي جنةِ خُلْدٍ

أنتَ(ناجي) نِلتَ مِن دُنياكَ عِتقا

هذه الدنيا غَرورٌ وفَناءٌ

غيرَ أنَّ المُنتهَىٰ خيرٌ وأَبقىٰ

 

اللهم رحمة ومغفرة وجنة وحريرا وملكا كبير، اللهم أورثه الفردوس الأعلى.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: