أغاليط الشعراء المعاصرين

دكتور هشام المنياوي
الشاعر على أحمد …. مولد وشًاح جديد
الوشاح الجني علي أحمد – نسبة إلى مدرسة الجن الأدبية – عمد إلى فن الأندلس الأول – الموشح – يروم إحياءه ، وتجديده ، وهي خطوة تستحق كل الدعم والتشجيع ، نتأمل منه الاستمرار على ذلك والتجويد والتحسين .. وليس وجوده هنا – أغاليط الشعراء – معناه أننا ننتف ريشه، أو نكسرعظامه، – حاشانا- وإنما لنشد عضده، ونقوي ساعده، ونقول له: تابع السباحة المنفردة التي بدأتها، ولا تلتفت خلفك، إلا لترى من خاض يمَّك وتابعَ السباحةَ في أثرك ..بيد أن ثمة جملة من السقطات زلت بها قدمك نرشدك إلى مواضع الزلل آملين في رحابة الصدر ،و جميل القبول .. أجملها لك في الآتي :
- فن الموشح من الفنون الغنائية التي لها بناء مخصوص معلوم بيد أن موشحك الأخير. ( العيون الناعسات) جاء من ثمانية أقفال( أبيات) والواقع أن عدد الأقفال في الموشح خمسة أو ستة على الأكثر فيجب أن تراعي ذلك في بواكير موشحاتك قبل أن ترسخ قدمك وتشمخ أنفك في هذا الفن ساعتها يحق لك التجديد وساعتها نقبل منك ذلك
- البيت أو القفل لا يلزمه التصريع الذي قمت به بل يكفيه أن تتوحد قافيته مع باقي الأسماط – السمط هو الشطر الثاني من القفل هو مختلف في قافته عن الغصن – كما فعلتَ ذلك
- موشحك بدون مطلع وهو يمثل تقديما للموشح يكون متطابقا تماما في وزنه مع الأسماط ويتردد قبلها لكن لا يلزم كتابته مكررا في الموشح بل هو من عمل (الكورس ) ويسميه البعض ( الرأس ) أو ( المنقال ) لذا فموشحك يسمى ( الأقرع ) لخلوه من المطلع فكان حقه أن يبدأ بالغصن ، وقد يستسمح في ذلك !!
- لم تقدم للخرجة (هي القفل الأخير من الموشح) بفعل القول أوما يشبهه نحو ( قال قلنا- أنشد – حكى – صاح – نادى …إلخ ) كما اشترطوا في الخرجة أن تكون غير معربة بل يحسن في حقها أن تكون من ألفاظ العوام ، ومن الممكن أن تكون الخرجة معربة لكن بشرط أن تكون ألفاظها غزلة جدا ، هزازة ، سحّارة ، خلابة بينها وبين الصبابة قرابة فمن قدر أن يقول كما قال ابن بقى :
ليل طويل ومامعين يا قلب بعض الناس أما تلين
فليعرب وإلا فليغرب
كل الدعم والمساندة لك أيها الوشاح الجديد، لك فضل السبق والريادة في إحياء فن عربي أندلسي أصيل ،وهو فن الموشح .. استمر، و جَوِّد، وحسّنْ، وثابر حتى ترسخ قدمك وتشمخ أنفك ويكثر أتباعك ونحن الفائزون !!