أحمد جاد يكتب : لعله خير

لعله خير
شعر : د. أحمد جاد ـــ مصر
«وَلَعَلَّ مَا تَخْشَاهُ لَيسَ بِكَائِنٍ
وَلَعَلَّ مِا تَرْجُوهُ سَوفَ يَكُونُ
وَلَعَلَّ مَا هَوَّنْتَ لَيسَ بِهَيِّنٍ
وَلَعَلَّ مَا شَدَّدْتَ سَوفَ يَهُونُ»
وَلَرُبَّ مَنْ تَهْوَاهُ لَيْسَ بِصَادِقٍ
مِنْ بَعْدِ صَونِكَ لِلْوِدَادِ يَخُونُ
وَلَرُبَّ مَنْ أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ رَاعِياً
يَوماً تَرَاهُ لِمَنْ رَمَاكَ يُعِينُ
وَلَرُبَّ مَنْ تُزجِيْ الْوَفَاءَ مُضَيِّعٌ
وَلَرُبَّ مَنْ لَا تَرْتَضِيهِ يَصُونُ
وَلَرُبَّ مَنْ أَثْنِي عَلَيكَ مُخَادِعٌ
وَلَرُبَّ مَنْ يَنْعِي عَلَيْكَ أَمِينُ
لَوْ جَارِتِ الْأَقَدَاْرُ يَوماً أَو طَغَتْ
لَمَ يَبْقَ إِلَّاْ عَاثِرٌ وَحَزِينُ
لَا تَسْأَمَنَّ مِنَ انْتِظَارِ إِجَابَةٍ
فَلَعَلّ مَوْعِدَ مَا رَجَوْتَ يَحِيْنُ!
لَاْ تَجْعَلَنَّ مِنَ الْقُنُوْطِ إِجَابةً
كُلٌّ وِإِنْ جَارَ الزَّمَانُ يَهُونُ
لَا تَقْنَطَنَّ إِذَا ابْتُلِيْتَ وَلَا تَلُمْ
إِنَّ الرِّضَاءَ بِمَاْ أَصَاْبَكَ دِيْنُ
إِنَّ الْمُطِيْعَ لِرَبِّهِ أَنَّىْ سَرَىْ
فِيْ يُسْـرِهِ أَوْ عُسْـرِهِ مَغْبُوْنُ
فَإِذَا رَضِيتَ بِحُكْمِهِ وَقَضَائِهِ
فَالْجَبْرُ فِيْ صَبْرٍ عَلَيهِ مُبِينُ
فَالْحَقُّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِمُلْكِهِ
لَنْ تَحْتَمِيكَ مِنَ الْقَضَاءِ حُصُونُ
وَالْحَقُّ مَا كَانَ الَّذِيْ بِمُرَادِهِ
وَسِوَاْهُ مِمَّاْ يَبْتَغُوْنَ ظُنُوْنُ
فَلَرُبَّ حُزْنُكَ يَسْتَحِيلُ سَعَادَةً
وَتَرَى هُمُوْمَكَ تَنْجَلِي وَتَبِينُ
لَا تُعْطِ لِلْأَحْدَاثِ فَوْقَ نِصَابِهَا
فَاللهُ يَقْدِرُ أَمْرَهُ وَيُعِينُ
تَتَبَدَّلُ الْأَحْوَالُ وِفْقَ مُرَادِهِ
وَبِكُلِّ حُكْمٍ حِكْمَةٌ وَشُؤُونُ
مَا كَانَ رَبُّكَ نَاسِياً لِعِبَادِهِ
فَهُوَ الرَّجَاءُ وَمَا سِوَاهُ فَدُونُ
قَدْ شَاءَ رَبُّكَ أَنْ تَظَلَّ بِبَابِهِ
فِنِدَاكَ رَبُّكَ مَلْجَأٌ وَضَمِينُ
قَدْ شَاءَ رَبُّكَ أَنْ يُرِيكَ وَقَدْ أَرَى
مِنْ قَولِهِ لِلْشَّـيْءِ كُنْ فَيَكُونُ
إِنْ كَانَ حُزْنُكَ كَالْبِحَارِ بِظُلْمَةٍ
فَنِدَاكَ رَبُّكَ إِنْ أَرَدْتَ سَفِينُ
فَالْحَادِثَاتُ وِإِنْ تَأَجَّجَ نَارُهَا
مِنْ لُطْفِ رَبِّكَ تَنْطَفِي وَتَلِينُ
أَدِمِ الْوُقوْفُ بِبَابِ رَبِّكَ كَي تَرَي
فَالْخَيْرُ ثَمَّ مُؤَكَّدٌ وَقَرِينٌ
أَدِمِ الْوُقوفُ بِبَابِهِ مُتَعَلِّقاً
يَوماً تَفِيضُ مِنَ السُّـرُورِ عُيُونُ
أَدِمِ الْوُقوفُ بِبَابِ رَبِّكَ تَنْجَلِيْ
أَحْزَاْنُ قَلْبِكَ كُلُهَاْ وَتَهُونُ
مَا دُمْتَ مُرْتَجِياً لِرَبِّكَ صَادِقاً
لَا شْكَّ أَنّ الَخَيْرَ مِنْهُ يَكُونُ

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: