أحفاد الدراعمة الأول
مقالات
دكتور سيد شعبان
ترددت كثيرا في كتابة مقالي هذا؛ خشية أن يقصر قلمي ويعجز أن يحيط بمن نالوا شرف التلمذة على يد الجيل الأول المؤسس، والنمط الفريد الصعب المعجز ،خلقا وعلما ،وفصاحة وبيانا، إن كان للعربية بعد كتاب الله وحديث نبيه ركن قائم في عصرنا ،فلا شك هو في دار العلوم ماثل ، وبين جنباتها بلابل غردة ،ولسن بالشجو صادحة ،آيات معجزة ،ودرر فرائد متعددة ، الأحفاد ينهجون سبل الأجداد سيرة عطرة ومنهاجا قويما، إن أفردت للأعلام كلمة فما ذلك في سابق مقال إلا تجلة وتقدير لعظم ما أرسوا القواعد من البيت ،على سبل سوية ، وجهدا صادقا ،أدرى علي مبارك باشا إذ شادها ،أنه كان يضع من توفيق الله عمادا لله يجل ويرفع!
هل أذكر نابهين في الشريعة والفقه بزوا أزاهرة فهما وتمكنا ،أم لغويين بارعين ومجمعيين لسنا وعاة مادة وابيناء درس، أم سفراء دولة يتزيون وقارا وخلقا وفهما، فلاسفة مناطقة ، ومعلمين مهرة ، توزعوا في أرض الله ينيرون بفهم كتاب الله دجى العالم ،وينشرون الوسطية والاعتدال في شرق وغرب !
البعض يراها في علة ، وهذا حق ، فما لبيت هذا شأنه أن ترضى عنه ذئاب وثعالب ،أو تتركه يكمل سيرته على النهج سويا ، فمن لهم صيدا غير الجهلاء ؟
أترضى الذئاب بغير القاصية مطعما شهيا لها ، فتصدر غير الثقاة أزمة الحياة فيها وفي غيرها !
العود لما خطه له بازيها أن تكون سلفية عصرية !
ذلك منهجها وعماد فكرتها ، لله فينا أماثل التقى ونواهض العزم رغم العناء والعنت ، وما تطفو على صفحة الماء الآسن إلا أوباش النهر وعوالق البر ، سترتد بها الحياة دورتها الأولى ؛لتكمل دورها في المجد على قواعده: شعراء شداة ،وعلماء هداة ،تلك مظنة التفرد في دار العلوم أن يكون بها شوقي وحافظ وما الضير أن يكون المتنبي بله أن نرى بها الخليل وسيبويه أو لعل أبا حنيفة وابن الحسن الشيباني قوائم بها يعلمون ويجهرون بالحق إء علموه ، لن تعقم أمة نبغ فيها سلف مثل هؤلاء !
الغايات عظمى والشدائد جلى ،ولكن إذا صح العزم وأخلصت النوايا ،تعود للنهر مياهها فبضا ورحمة وبركة !
لا تنظر الواقع بكآبته ،والعجز وسطوته ،ولكن بعض أمل في الله رجاء!
حين عاودت البحث بعد انقطاع درسا ومتابعة ،وجدت كم ضيعت !
فسعيت والسعي في دارة العلم يضارع الصفا والمروة من شعائر الله!
فريضة لازمة وصلة بكتاب الله دائمة !
وجدت في دارة العلوم فقه محمد حسن البلتاجي ، وبيان تمام حسان ولغة سعد مصلوح.