أبواق الإنذار
أبواق الإنذار

هاني موسى
تركيا… المغرب ..ليبيا …أعاصير ، فيضانات ، زلازل ، أوبئة وأمراض ..أحداث وأهوال من كل ألوان العقاب وأبواق الإنذارات لبنى جلدتنا علهم يعودون إلى الطريق المستقيم والمنهج القويم ويدركون حجم ما اقترفت أيديهم! ولأن القرآن معجزة صالحة لكل زمان ومكان فكان قوله عز وجل “كلا إن الإنسان ليطغى” تأكيد بأن جاهلية (أبوجهل) لم تنته بعد ! فقد طغى الإنسان بعلمه وتناسى بأن عقله محدود وهبه له خالق أعظم قدرة أودع بداخله معرفة محدودة لن تحيط شيئا من علمه،تملكنا الغرور فجاهرنا بمعصية الكثير من العلم اللاأخلاقى ، فظهر علم البيوتيقا ” علم البقاء ” وهو أحدث تطورات الطب الحديث فظهرت نتائجه فى الاستنساخ على البشر و الحيوان، وتدخلوا فى اختيار نوع الجنين ، وصفاته الوراثية !!
وصنعوا بنوك الأجنة وبنوك التبرع بالمنى ونقل الأعضاء واستحدثوا فى الطب فلسفة ” الموت الرحيم ” واستئجار الأرحام! ومن قبل ذلك كله كانت ثورة تهجين النبات و الهندسة الوراثية من أجل الكسب الوفير فكان ناقوسا للخطر بتدمير صحة البشر رويدا رويدا هذا كله و أكثر ، ناهيك عن ارتكاب الفاحشة جهارا نهارا ، وشرب الخمور و غيرها الكثير و الكثير مما اقترفت أيدى الإنسان المتمدين !
ولماذا طال العقاب الجميع ؟
الطامة الكبرى أن رجال الغرب الذين صنعوا لحياتهم (الدينيوية) وكأنها الأبدية فتنا بهم حتى الثمالة ووقع الكثيرون منا دون دراية فى نوعٍ خطير من الشرك بالله ألا وهو ” الإعتقاد فى السبب دون المسبب ” فذهبنا إلى محراب العلم نقدس بحمده ليل نهار ظنا منا بأن العلماء هم من بيدهم الشفاء والإنجاب وتحقيق كل ما نحلم به من اختراق الكواكب الأخرى وسعادة البشر سعادة لا تنتهى!
وهذه هى حقيقة مفهوم العٍلمانية المتحققة فى إعلاء العلم على كل شئ !
فكان قوله عز وجل: ” أن رآه استغنى ” حقيقة تثبت بأن كلام الله لن يتبدل مهما تبدلت الأزمان والأماكن والبشر .
استغنى الإنسان عن خالقه وهو صنعته عز وجل !!
تلك مغالطة و خديعة كبرى سقط فيها من سقط ، فجاء الحل والنجاة من الله : ” إن إلى ربك الرُجعى” فمع كل محنة منحة فهى فرصة الكثيرين الذين أمهلهم القدر حق البقاء حتى الآن فى الإنابة إلى الله قبل فوات الأوان وأن يظل الإنسان فى معية ربه مهما وصل من علم وفهم؛ فله أن يصنع ويطوِّر ويعمِّر فى الأرض كيفما شاء فقد استخلفنا عز وجل فيها لعبادته وتعمير الكون ولكن دون تجبر وفساد فيها ، وإلا حق فينا الوعيد : “كلا لئن لم ينته”
وأظن أنه ( الإنسان ) لن ينته من هذا الشرك والجبروت رغم أن الموت أقرب إليه من حبل الوريد، سواء جاءته جائحة أم منحته الدنيا جائزة فطبيعة النسيان فينا سائدة..
تلك مسألة أظنها تحتاج الوقوف عندها طويلا بشئ من الفطنة بعد كل هذه الدهشة ، ولملمة ما فرطنا فيه مع الله..
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا